أعلن الصومال طرد دبلوماسي إثيوبي، في خطوة تمثل مزيدا من التوتر في العلاقات بين البلدين الجارين في ما يتعلق باتفاق ميناء تتفاوض عليه أديس أبابا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية.

فقد قالت وزارة الخارجية الصومالية -أمس الثلاثاء- إن علي محمد آدن، المستشار بالسفارة الإثيوبية في مقديشو، تدخل في شؤون الدولة الصومالية، ومنحته مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد.

وفي ما يلي تفاصيل عن المواجهة المتصاعدة بين البلدين الواقعين في القرن الأفريقي:

لماذا ينزعج الصومال من إثيوبيا؟

شعر الصومال بالغضب عندما وقعت إثيوبيا مذكرة تفاهم في وقت سابق من هذا العام لاستئجار ميناء من جمهورية أرض الصومال الانفصالية مقابل اعتراف محتمل باستقلالها.

ويعدّ الصومال الاتفاق، الذي لم يتم الانتهاء منه بعد، اعتداء على سيادته. فمنذ انفصالها عام 1991، لم تعترف أي دولة بأرض الصومال دولة مستقلة.

وتوسطت تركيا في جولتين من المحادثات منذ يوليو/تموز بين الصومال وإثيوبيا بشأن الاتفاق، لكن لم يتم التوصل إلى حل وألغيت الجولة الثالثة التي كان من المقرر إجراؤها في سبتمبر/أيلول الماضي.

من حلفاء الصومال في النزاع؟

عمل الصومال جاهدا لحشد الدعم الدولي لسيادته على أرض الصومال، وقد جعله الخلاف أقرب إلى مصر التي عارضت بشدة منذ سنوات بناء إثيوبيا لسد النهضة المائي الضخم على النيل الأزرق أحد روافد نهر النيل.

وفي أغسطس/آب، قدمت مصر أولى مساعداتها العسكرية للصومال منذ أكثر من 4 عقود بعد توقيع مذكرة التفاهم.

كذلك عمق الصومال علاقاته مع إريتريا، العدو التاريخي لإثيوبيا، والتي انفصلت عن أديس أبابا عام 1993 وخاضت حربا حدودية دامية مع حاكمها السابق في الفترة من 1998 إلى 2000.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقع الصومال اتفاقية تعاون أمني مع مصر وإريتريا، اعتبرت أنها تهدف إلى تشكيل جبهة مشتركة ضد إثيوبيا.

ما موقف إثيوبيا؟

إثيوبيا دولة حبيسة تريد الوصول إلى البحر الأحمر لإقامة قاعدة بحرية وميناء تجاري. وتعتمد البلاد حاليا على جيبوتي المجاورة في معظم تجارتها البحرية، والتي قال رئيس الوزراء آبي أحمد إنها مكلفة للغاية.

وقال مات برايدن، المستشار الإستراتيجي لمركز أبحاث ساهان، إنه في حين أن الصومال قد يأمل أن تؤدي تكتيكات مثل التحالف مع منافسي إثيوبيا إلى إقناع أديس أبابا بالانسحاب من مذكرة التفاهم، فإنها يمكن أن تحفز آبي أحمد على تشديد موقفه.

لماذا تثير هذه المواجهة القلق؟

تقع المنطقة في موقع بحري إستراتيجي بجوار بعض أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم. وواجهت السفن التي تبحر في هذه الطرق هجمات على مدى أشهر من قبل الحوثيين في اليمن، وأي صراع في القرن الأفريقي يمكن أن يزيد من شلّ حركة الشحن التجاري في المنطقة.

ويواجه القرن الأفريقي أيضًا تهديدًا من حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة.

وقال الصومال إن إثيوبيا إذا لم تتخلّ عن صفقة الميناء فسوف تطرد ما يصل إلى 10 آلاف جندي إثيوبي متمركزين في البلاد بحلول نهاية العام.

وتوجد القوات الإثيوبية هناك كجزء من مهمة حفظ السلام الأفريقية ومن أجل مواجهة حركة الشباب.

وقال عمر محمود، أحد كبار المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، إن طرد القوات الإثيوبية المشاركة ضمن قوات حفظ السلام قد يؤدي إلى فراغ أمني من المرجح أن يستغله مقاتلو حركة الشباب.

شاركها.
Exit mobile version