أعلن الاتحاد الفلكي الدولي عن انضمام أعضاء جدد إلى المجموعة الشمسية، وتُمثّل المجموعة المنضمّة الحديثة 3 أقمار؛ يدور أحدها حول كوكب أورانوس، ويدور الآخران حول كوكب نبتون.

ولم يكن رصد الأقمار الثلاثة حديثا، بل التقطتها عدسات التلسكوبات منذ عدّة سنوات، إلا أنّ التأكيد عليها والإعلان عن انضمامها إلى عائلة المجموعة الشمسية، جاء مؤخرا من قبل “مركز الكواكب الصغيرة” التابع للاتحاد الفلكي الدولي، وهي المنظمة المسؤولة عن تسمية الأجسام والأجرام السماوية الجديدة في النظام الشمسي مثل الأقمار والكويكبات والمذنبات.

وكما هي العادة، فبعد اكتشاف أيّ جرم سماوي جديد يُمنح رمزا مؤقتا إلى حين تسميته، وسوف تكون التسميات للثلاثي الجديد مستوحاة من الأدب والقصص الأسطورية القديمة.

ويبلغ قطر القمر التابع لأورانوس والمُشار إليه برمز “إس/2023 يو1” نحو 8 كيلومترات فقط، وهو ما يجعله واحدا من أصغر الأقمار المعروفة التابعة لأيّ من الكواكب الثمانية في المجموعة الشمسية، ويستغرق 680 يوما ليكمل دورة حول الكوكب، وبذلك يرتفع مجموع أقمار أورانوس إلى 28 قمرا حتى اللحظة.

ويتطلّع المسؤولون إلى تسمية هذا القمر الجديد على اسم أحد شخصيات مسرحيات الأديب الإنجليزي وليام شكسبير، وهي العادة التي جرت في تسمية أقمار أورانوس المكتشفة مثل قمر تيتانيا وأوبيرون وبك.

وأما القمران الآخران فيُرمز للأوّل بـ”إس/2002 إن5″ ويبلغ قطره نحو 23 كيلومترا، ويرمز للثاني بـ”إس/2021 إن1″ ويبلغ قطره 14 كيلومترا. ويستغرق القمرالأول نحو 9 سنوات لإكمال دورته حول نبتون أبعد كوكب من الشمس، في حين يستغرق الثاني 27 عاما.

وستجري تسميتهما وفقا لعادة تسمية أقمار نبتون نسبةً إلى أسماء “النريدات”، أو عروسات البحر كما في الأساطير الإغريقية، وهنّ بنات إله البحر نيريوس وفقا للأسطورة.

ولم يكن رصد الأقمار عملية سهلة بالنظر إلى حجمها الصغير والمسافة الهائلة التي تفصلها عن التلسكوبات الأرضية التي استُخدمت لإنجاز هذه المهمة. ويقول عالم الفلك في معهد كارنيغي للعلوم وشارك في الاكتشافات الثلاثة سكوت شيبارد، في بيان: إنّ الأقمار الثلاثة المكتشفة هي الأقل سطوعا على الإطلاق، لقد تطلّب الأمر معالجة خاصة للصور للكشف عن مثل هذه الأجرام الباهته.

وتكمن صعوبة الأمر من ناحية فنية في أنّ صغر حجمها وبعدها عن الأرض يجعل أثر تحركاتها ضئيلا ولا يمكن ملاحظته في معظم الصور للكوكبين الضخمين أورانوس ونبتون، وخاصة إذا قورنت بالنجوم والمجرات الموجودة في خلفية السماء. ولمعالجة هذه المشكلة، التقط علماء الفلك صورا ذات تعريض طويل وجمعوها معا لبناء صور، وعلى هذا النحو تتبدد جميع الأجسام الساطعة في الخلفية من نجوم ومجرات، وأدى تراص الصور على هذا النحو إلى إبراز الأقمار المكتشفة.

ولا يعد اكتشاف الأقمار والكويكبات حدثا استثنائيا أو مستغربا ضمن المجموعة الشمسية، إذ يحدث هذا بشكل متكرر. ففي فبراير/شباط 2023، أعلن الاتحاد الفلكي الدولي عن وجود 12 قمرا جديدا تدور حول كوكب المشتري، ليصل إجمالي عدد الأقمار حول الكوكب الضخم إلى 92 قمرا، وهو ما جعله أعلى حصيلة أرقام لأيّ كوكب في ذلك الوقت.

لكن في شهر مايو/أيار من العام نفسه، أعلن الاتحاد الفلكي الدولي عن مفاجأة وجود 62 قمرا حول كوكب زحل، ليصل إجمالي عدد أقماره 145 قمرا، مما أدى إلى انتزاعه لقب “الكوكب صاحب أكبر عدد من الأقمار”.

شاركها.
Exit mobile version