مرت الأيام بسرعة، وها نحن نقترب من منتصف شهر رمضان المبارك، ويتساءل الجميع حول موعد عيد الفطر هذا العام، وهل ستتفق الدول العربية حوله أم ستختلف؟

لحظة الاقتران

لفهم الفكرة الفلكية الخاصة باستطلاع أهلة الشهور الهجرية دعنا نبدأ من لحظة الاقتران، وهي تلك اللحظة التي يمر فيها القمر إلى جوار الشمس في السماء، وتحدث نهارًا بالطبع لا يمكن أن نراها، لكن يمكن للفلكيين حسابها.

من منظورنا على الأرض، فإن القمر -الذي يدور حول الشمس مرة كل نحو 28 يوما- يبدو وكأنه يمر بجانب الشمس، لكن ما يحدث حقًا هو أن الشمس بعيدة جدًا، على مسافة نحو 150 مليون كيلومتر، بينما يدور القمر حول الأرض على مسافة نحو 400 ألف كيلومتر فقط.

بعد أن تحدث لحظة الاقتران، يستمر القمر في تحركه مبتعدًا عن الشمس في السماء، وبعد نصف يوم إلى يوم يمكن أن يظهر لنا في السماء ليلًا كهلال واضح نراه بأعيننا في السماء، لأنه ابتعد كليًا عن ضوء الشمس، فتغرب وتتركه منيرًا.

متى العيد؟

هذا العام، فإن معظم الدول العربية ستخرج للبحث عن الهلال بعد غروب شمس يوم 29 رمضان الموافق يوم السبت 29 مارس/آذار، وسيحدث الاقتران في تمام الساعة 13:58 مساءًا بتوقيت الدوحة هذا اليوم، بحسب وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، ولحظة الاقتران ثابتة بالنسبة لكل العالم.

يترك هذا القليل من الوقت للهلال كي يكون ظاهرا في سماء الليل أعلى الأفق بعد غروب الشمس، مما يعني أن إمكانية رؤية الهلال منخفضة جدا.

وبحسب مركز الفلك الدولي، فإن رؤية الهلال في هذا اليوم غير ممكنة بالعين المجردة أو بالتلسكوب، على الرغم من غروب القمر بعد غروب الشمس ومن حصول الاقتران قبل غروب الشمس، وذلك بسبب قلة إضاءة الهلال و/أو بسبب قربه من الأفق.

وبحسب مقياس روبرت هـ. فان جينت، وهو أستاذ الرياضيات من جامعة أوتريخت الهولندية وقد طور مقياسا لرصد الأهلة، فإن رؤية الهلال يوم 29 مارس/آذار عند الغروب غير ممكنة في العالم العربي، لأن المسافة بين القمر والشمس أقل من حد دانجون، وهو الحد الذي يمكن عنده رؤية الهلال القمري.

epa03313814 The crescent moon is seen above a minaret of a Jordanian mosques at sunset in Amman, Jordan, 21 July 2012, on the second day of the holy month of Ramadan. Ramadan is the ninth month of the Islamic calendar, during which Muslims across the world abstain from eating

اختلاف محتمل

لكن على الرغم من ذلك، فإن أدوات الرصد قد تقدمت كثيرا، وأصبح من الممكن رصد الهلال في أي موضع عبر تلسكوبات متقدمة تستخدم تقنيات التصوير النهاري، كما أن الحسابات الفلكية تخدم هذا الجانب من الرؤية، فهي تؤكد وجود القمر في السماء بين لحظة الاقتران وغروب شمس هذا اليوم.

ويعني ذلك أنه بالنسبة للدول التي بدأت صيامها يوم 1 مارس/آذار، وهي غالبية الدول العربية، فإن هناك احتمال ألا يرى الهلال بتقنيات الرصد المعتادة، وهنا قد تعلن تلك الدول يوم 30 مارس/آذار متمما لشهر رمضان، وهنا يكون الاثنين 31 مارس/آذار غرة شهر شوال.

لكن ذلك غير مؤكد، فقد تعتمد تلك الدول معايير رؤية أخرى، ما يجعل 30 مارس/آذار هو غرة شهر شوال، ويختلف التقدير من دولة إلى أخرى حسب القواعد التي يستند إليها المختصون والفقهاء في تلك الدولة، ويفتح اقتران القمر القريب من الغروب هذا العام، الباب لاختلاف محتمل بين بعض دول العالم العربي في موعد عيد الفطر المبارك.

أما بالنسبة للدول التي بدأت صيامها متأخرا مثل المغرب، التي بدأت رمضان يوم 2 مارس/آذار، فإن رؤية الهلال ستكون ممكنة بالعين المجردة في حالة صفاء الغلاف الجوي التام والرصد من قبل راصد متمرس، وبالطبع ممكنة مع التلسكوبات البصرية العادية، يوم 30 مارس/آذار الموافق 29 رمضان بالنسبة لها.

ولذلك فمن المرجح أن تعلن دولة المغرب اليوم التالي، 31 مارس/آذار، غرة شهر شوال، وأول أيام عيد الفطر المبارك.

شاركها.
Exit mobile version