اقترح باحثون من مختبر قابلية الكواكب للسكنى في جامعة بورتوريكو تفسيرا مقنعا لواحدة من أكثر الإشارات الراديوية غموضا التي تم اكتشافها على الإطلاق، والتي سميت “إشارة واو”.

وقد تم التقاط إشارة واو في الأصل عام 1977 بواسطة تلسكوب بيغ إير الراديوي بجامعة ولاية أوهايو الأميركية، استمرت الإشارة لمدة 72 ثانية مما أعطى العلماء تأكيدا على صحتها وعلى أنها صادرة من مصدر يقع خارج كوكب الأرض.

اكتشف عالم الفلك الأميركي جيري إيهمان الإشارة بعد بضعة أيام أثناء مراجعة البيانات المسجلة، واندهش بالنتيجة لدرجة أنه رسم دائرة على موضع الإشارة في نسخة ورقية مطبوعة من الحاسوب، وكتب التعليق “واو” بجانبها، مما أدى إلى نشأة الاسم المستخدم على نطاق واسع للحدث.

وقد حيرت الإشارة واو العلماء لفترة طويلة باعتبارها علامة محتملة على وجود كائنات عاقلة خارج الأرض، بسبب شدتها ونطاقها الترددي الضيق قرب ما يسمى “خط الهيدروجين 1420 ميغاهرتز”.

والتردد هو أحد سمات الموجات الكهرومغناطيسية التي يعد الضوء المرئي أحدها، ويمثل عدد الموجات التي تصل إلى مراصد العلماء في الثانية الواحدة، ويصدر الإشعاع من الأجرام السماوية في ترددات مختلفة ومتنوعة.

أجرام غاية في الغرابة

ومن عام 2017 إلى عام 2020، لاحظ الفريق أهدافا سماوية مختلفة بترددات متنوعة باستخدام تلسكوب مرصد أريسيبو الشهير الذي يبلغ قطره 305 أمتار، قبل أن يتوقف العمل في المرصد. وفي عام 2023 استمر المشروع بملاحظات إضافية باستخدام تلسكوب آخر بقطر 12 مترا، مع التركيز على النجوم الحمراء القزمة التي تمتلك كواكب تدور حولها في النطاق الصالح للسكنى.

وكشفت أحدث ملاحظات هذا الفريق، التي أجريت بين فبراير/شباط ومايو/أيار 2020، عن إشارات ضيقة النطاق مماثلة لإشارة واو.

ويقترح الباحثون، بحسب دراستهم التي لم تنشر بعد، أن هذه الإشارات حدثت للسبب نفسه الذي أحدث إشارة واو، وهو السطوع المفاجئ لسحابة باردة من الهيدروجين بسبب الانبعاث الإشعاعي من مصدر قوي عابر مثل “مرددات غاما الضعيفة”.

حقيقة الأطباق الطائرة

وتعد مرددات أشعة غاما الضعيفة أجراما سماوية تصدر انفجارات هائلة من أشعة غاما والأشعة السينية بمعدل غير منتظم، وتصنف أنها نجوم مغناطيسية (تلك التي تمتلك مجالا مغناطيسيا هائلا جدا) أو نجوم نيوترونية عادية يحيطها قرص من المادة.

وبحسب بيان رسمي من منصة مرصد أريسيبو، فإن هذه الفرضية لا تفسر الخصائص الفريدة لإشارة واو فحسب، بل تسلط الضوء أيضا على مصدر جديد للأرصاد الإيجابية الكاذبة في أثناء محاولات العلماء لرصد إشارات من حياة عاقلة خارج الأرض.

وحتى اللحظة لم يتمكن العلماء من رصد أية إشارات فضائية من كائنات عاقلة، ولم يتمكنوا كذلك من إيجاد أية صور للحياة في كواكب غير الأرض.

شاركها.
Exit mobile version