كشفت دراسة حديثة أن السحالي التي تغوص تستخدم فقاعة للتنفس تحت الماء والهروب من الحيوانات المفترسة، إذ تستخدم السحالي الخضراء -وهي نوع من السحالي شبه المائية التي تعيش في الغابات الاستوائية في كوستاريكا- هذه التقنية الفريدة لتجنب الطيور والثعابين التي تتغذى عليها.
وفقا للدراسة التي نشرت يوم 17 سبتمبر/أيلول الجاري في مجلة “بيولوجي ليترز”، عندما تشعر هذه السحالي -التي وصفت بأنها أصغر غواص في العالم- بالتهديد من حيوان مفترس، فإنها تغوص تحت الماء وتتنفس فقاعة فوق رؤوسها.
جلد كاره للماء
توضح المؤلفة الرئيسية للدراسة ليندسي سويرك، أستاذة العلوم البيولوجية المساعدة بجامعة بينغامتون الأميركية، إن جلد السحلية كاره للماء. وعادة ما يسمح هذا للهواء بالالتصاق بإحكام شديد بالجلد ومن ثم يمكن للفقاعة بالتشكل. وتضيف سويرك في تصريحات للجزيرة نت أن الدراسة ركزت على نوع من السحالي شبه المائية الموجودة في الغابات الاستوائية في جنوب كوستاريكا.
وتقول: “نعلم أنها يمكن أن تبقى تحت الماء لفترة طويلة حقا. ونعلم أيضا أنها تسحب الأكسجين من فقاعة الهواء هذه. لم نكن نعلم إذا ما كان هناك أي دور وظيفي لهذه الفقاعة في التنفس. هل هذا شيء تفعله السحالي وهو مجرد تأثير جانبي لخصائص جلدها أو رد فعل تنفسي، أم أن هذه الفقاعة تسمح لها في الواقع بالبقاء تحت الماء لفترة أطول مما لو لم تكن هناك فقاعة.”
والسر في هذا السلوك كما يبدو أن تلك الكائنات الصغيرة تحاول النجاة من المفترسات من خلال القفز في الماء، حيث يمكنها الهروب من كثير من الحيوانات المفترسة، وتظل ساكنة تحت الماء بهدوء ولفترة طويلة نسبيا، “كما أنها تتخفى جيدا تحت الماء، وتظل تحت الماء حتى يمر هذا الخطر. ونعلم أنها تستطيع البقاء تحت الماء لمدة 20 دقيقة على الأقل، ولكن ربما لفترة أطول” حسب سويرك.
فقاعة النجاة
للتحقق مما إذا كانت الفقاعة تؤدي دورا وظيفيا في التنفس أم أنها مجرد منتج ثانوي، قام المؤلفون بوضع مادة مرطبة على سطح جلد السحالي من شأنها منع تكوين الفقاعات. لكن عندما تمت تغطية الجلد بالمرطب، لم يعد الهواء يلتصق بسطح الجلد، وبالتالي لا يمكن للفقاعات أن تتشكل.
سجل الفريق البحثي عدد الفقاعات التي يمكن للسحالي إنتاجها ومدة بقائها تحت الماء، وقارنوها بالسحالي في مجموعة التحكم التي سمح لها بالتنفس بشكل طبيعي. ووجدوا أن السحالي في مجموعة التحكم يمكن أن تبقى تحت الماء لفترة أطول بنسبة 32% من تلك التي تعاني من ضعف تكوين الفقاعات، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع الجامعة.
تقول سويرك إن هذه هي التجربة الأولى التي تظهر الأهمية التكيفية للفقاعات، إذ تسمح فقاعات إعادة التنفس للسحالي بالبقاء تحت الماء لفترة أطول وتوفر لها ملجأ من الحيوانات المفترسة. وتضيف أن هذه الدراسة مهمة لأن العلماء لا يعرفون كثيرا عن استخدام الفقاعات الفقارية، مما قد يفتح الباب أمام المواد المستوحاة من الأحياء. كما أنه من المثير للاهتمام أيضا معرفة المزيد عن سلوك حيواني جديد مدهش.