يقول أحد أشهر الألغاز التي تنطوي على اللعب بالألفاظ أن شخصا ما امتلك 12 سمكة، غرقت منها 6 فكم يتبقى معه؟ لو كانت إجابتك “6 سمكات” فإنك مخطئ بحسب قائل اللغز، لأنه سيرد عليك بأن السمك يعيش في الماء ولا يغرق وبالتبعية سيبقى معه كل السمك.

لكن في الحقيقة فإن هذا خطأ، فالسمك يمكن أن يغرق، مثل البشر أو العديد من الكائنات الحية الأخرى.

ولفهم الفكرة يمكن أن نبدأ بالتعرف على عالم الأسماك، حيث تتنفس معظم الأسماك عندما يتحرك الماء عبر خياشيمها، فتمتص الخياشيم الأكسجين المذاب في الماء، الذي يتمثل في جزيئات الأكسجين التي تنجذب لجزيئات الماء عن طريق قوى الجذب مثل قوى فاندرفالس، ما يساعد على بقائها مذابة في الماء، كما يذوب السكر في الماء مثلا.

ولا يمكن للإنسان أن يستخلص الأكسجين المذاب في الماء كما تفعل الأسماك، ولذلك حينما يسقط الإنسان في الماء ولا يتمكن من السباحة فإنه لا يتمكن من سحب الأكسجين من الماء، وبالتبعية لا يصل الأكسجين للدم، وهنا تموت أجهزة جسده.

أسباب غرق الأسماك

وتختلف نسب الأكسجين المذاب في الماء لأسباب عدة، فمثلا في بعض مناطق المحيط قد تنمو وتزدهر العوالق بشكل كثيف جدا، وقد تستهلك هذه الكائنات كل الأكسجين المذاب في تلك المنطقة التي تعيش بها خلال فترة قصيرة، مما يتسبب في اختناق الأسماك في هذه المنطقة.

علاوة على ذلك، لا يحتوي الماء الدافئ على قدر كبير من الأكسجين المذاب مثل الماء البارد، مما يترتب عليه غرق الأسماك في مناطق الماء الدافئ بسبب نقص أو عدم وجود أكسجين.

أضف إلى ذلك أنه في حالة تلف الخياشيم بسبب خطاف إبرة الصيد أو إصابة بكتيرية، أو عدم قدرة الماء على الحركة عبر الخياشيم لأي سبب آخر، يمكن أن تختنق الأسماك من نقص الأكسجين وتموت.

ورغم أن بعض الأسماك يمكن أن تضخ الماء عبر خياشيمها أثناء الراحة، فإن العديد من الأسماك يجب أن تسبح باستمرار حتى يتدفق الماء عبر خياشيمها، فإذا حوصرت تلك الأسماك في شبكة صيد أو بين الصخور على سبيل المثال، فإنها قد تتعرض لخطر الغرق، ولذلك قد تخرج من الماء وهي ميتة بالفعل داخل شباك الصيد.

وإلى جانب ذلك، تحصل الحيوانات البحرية الأخرى، مثل السلاحف والدلافين والحيتان على الأكسجين عن طريق التنفس مثل البشر تماما، ولذلك فإنها تخرج من حين لآخر على سطح الماء للتنفس، وإذا حدث ما يمنعها من ذلك فإنها قد تغرق داخل الماء.

وإذا كنت تمتلك حوض أسماك، فيجب أن تتأكد دائما من سلامة أنظمة ترشيح المياه والتهوية، لأن أي ضرر بها قد يؤثر على دورة الأكسجين، مما يتسبب في انخفاض نسبته داخل الحوض بشكل كبير، ويلحق أضرارا بالغة بالأسماك.

شاركها.
Exit mobile version