تمكن فريق بحثي -من مركز “لويوي” لجينوميات التنوع البيولوجي في ألمانيا- من إنتاج والتعرف على جميع مكونات سم عقرب زائف من نوع “شيلفير كانكرويديس” واكتشفوا جزيئات كيميائية ذات تأثير قوي ضد ما يسمى جراثيم المستشفيات، والتي يمكن أن تكون ضارة جدا بالبشر.

وبحسب الدراسة، التي نشرها هذا الفريق في دورية “آي ساينس” فقد اكتشف العلماء نشاطا قويا لهذا السم ضد المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين بشكل خاص، والتي تسبب التهابات يصعب علاجها.

عقارب زائفة

ويشير اصطلاح “العقرب الزائف” علميا إلى نوع من العناكب التي تشبه في هيكلها الخارجي العقارب، ولكنها تفتقر إلى اللسعة التي توجد في طرف ذيل العقرب المنحني.

ويبلغ متوسط طول هذه الكائنات 4 مليمترات حيث يتراوح عادة بين 1 و7 مليمترات. وعلى الرغم من حجمها الصغير، فإنها تمتلك أطرافا أمامية كبيرة تشبه الملقط تستخدمها لاصطياد الفريسة وتثبيتها، ومن ثم حقن السم داخلها.

وهناك أكثر من 3 آلاف نوع من العقارب الزائفة، تنتشر بجميع أنحاء العالم في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك بقايا أوراق الأشجار وتحت اللحاء وفي التربة والكهوف.

وتوجد هذه الكائنات في المنازل كذلك، حيث يمكن العثور عليها غالبا في أرفف الكتب المتربة، ومن هنا جاء اسم آخر شهير لهذه الكائنات هو “عقرب الكتب”. وبشكل عام فهي كائنات مفيدة للبشر حيث تتغذى على الحشرات الصغيرة مثل العث والقمل والنمل، ولا تشكل أي تهديد للبشر.

يعمل الفريق حاليًا على تحسين البنية الكيميائية للشيكاسينات باستخدام التكنولوجيا الحيوية، بحيث تصبح آمنة تماما للبشر (بيكساباي)

عنكبوت كيميائي

وبحسب الدراسة الجديدة، فإن سم هذه النوعية من العقارب الزائفة يحتوي على عائلة من المواد الكيميائية تسمى ” الشيكاسينات” وقد قامت مجموعات عمل مختلفة من مركز لويوي باختبار نشاط السموم هذه السموم ضد أنواع مختلفة من البكتيريا.

ويوضح الباحثون في بيان صحفي رسمي للمركز أن الشيكاسينات لها درجة من السمية ضد الخلايا البشرية ويمكن أن تسبب تفاعلات التهابية في حد ذاتها، ولكن يمكن التعامل مع تلك المشكلة، حيث يعمل الفريق حاليًا على تحسين البنية الكيميائية للشيكاسينات باستخدام التكنولوجيا الحيوية بحيث تصبح آمنة تماما للبشر.

وبشكل عام، يرى الباحثون أن سموم العقارب الزائفة معقدة جدا بشكل يثري عالم الكيمياء الدوائية، مع الأمل أن تساعد تلك النتائج في دفع المزيد من الباحثين لاستكشاف هذا العالم الثري.

ويأتي ذلك في سياق اهتمام بحثي متصاعد بالعدوى المقاومة للمضادات الحيوية والتي تنتشر بالمستشفيات، ويعتقد أنها ستكون السبب الرئيسي للوفاة المرتبطة بالأمراض في جميع أنحاء العالم خلال العقود القادمة.

شاركها.
Exit mobile version