أطلقت وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) مهمة جديدة نحو قمر “يوروبا” الجليدي، والذي يدور حول كوكب المشتري، بعد تأجيل الإطلاق مؤقتا بسبب إعصار ميلتون. وقد أجريت عملية الإقلاع على متن صاروخ الفضاء “فالكون هيفي” التابع لشركة “سبيس إكس”

وتُعرف المهمة باسم “يوروبا كليبر” وهو أكبر مسبار فضائي مخصص لاستكشاف الكواكب أقدمت ناسا على بنائه حتى الآن، إذ تمتد أشرعته الشمسية إلى حجم مماثل لملعب كرة سلة وتزن حوالي 6 آلاف كيلوغرام.

وتهدف هذه المهمة لاستكشاف إمكانية وجود حياة على هذا القمر، إذ يعتقد العلماء أن سطح “يوروبا” الجليدي تحته محيط مائي قد يحوي ظروفا ملائمة لدعم الحياة. ورغم معرفة العلماء الكثير عن “يوروبا” من خلال عقود من المراقبة الحثيثة، فإن هذه المهمة ستساهم بشكل كبير وعميق في الكشف عن أدلة قد تغيّر فهمنا للحياة بالكون.

NASA's Europa Clipper Launch

البحث عن الحياة خارج الأرض

تركز عادة عمليات البحث عن الحياة خارج الأرض على كوكب المريخ الذي يقع ضمن ما يُسمى “المنطقة القابلة للحياة” في نظامنا الشمسي، إلا أن الكوكب الأحمر (المريخ) رغم قربه من الأرض وسهولة إرساله بعثات استكشافية، لا يُعد بيئة مضيافة بسبب افتقاره للغلاف الجوي المناسب وتعرضه لمستويات الإشعاع العالية.

ولهذا، يحوّل العلماء أنظارهم إلى الأقمار الجليدية لكوكب المشتري وزحل، حيث يُعتقد أنها تحتوي على مياه سائلة تحت سطحها.

كما أن الماء هو العنصر الأساسي للحياة مثل ما هو الحال على الأرض، إذ يعمل كمذيب للتفاعلات الكيميائية الحيوية الضرورية للحياة، وبما أن كوكبي المشتري وزحل يمتلكان قوة جاذبية هائلة، فإن هذه القوة تُحدث تأثيرات جاذبية على أقمارها مما يؤدي إلى تشكل محيطات تحت السطح الجليدي لهذه الأقمار، وهو ما يُعتقد أنه يحدث على قمر “يوروبا” مثلما هو الحال على قمرَي زحل “تيتان، إنسيلادوس”.

ماذا ستكتشف مهمة “يوروبا كليبر”؟

بينما تشير الكثير من الأدلة إلى وجود محيط تحت سطح “يوروبا” لم يُجرَ بعد تأكيد هذا الأمر بشكل قطعي، وهنا يأتي دور “يوروبا كليبر” إذ سيجري المسبار دراسات مفصلة عبر تحليقه فوق القمر الجليدي، وذلك باستخدام 9 أجهزة علمية متقدمة لاستكشاف تكوين سطحه الجليدي وسماكته والمحيط الذي يُحتمل وجوده تحته، كما تهدف هذه الأدوات إلى تحديد الأماكن الأكثر احتمالية لوجود الحياة وحمايتها من الإشعاع الفضائي القوي الذي يتعرض له السطح.

ومن بين هذه الأدوات، يبرز “جهاز تحليل الكتل” الذي سيفحص الغازات المنبعثة من سطح القمر وربما أعمدة المياه التي قد تتفجر من باطنه، ومن خلال دراسة هذه الأعمدة، يمكن للعلماء الحصول على معلومات حول المواد غير المرئية بمحيط “يوروبا” دون الحاجة للغوص في الجليد. كما سيعمل المسبار على قياس مستويات الملوحة بالمحيط وسماكة الغلاف الجليدي، مما يساعد على فهم أفضل لبنية القمر.

ولن يتمكن العلماء من الحصول على النتائج سريعا، إذ سيستغرق المسبار الفضائي أكثر من 5 سنوات للوصول إلى مدار كوكب المشتري، وسيحتاج العلماء إلى وقت إضافي لتحليل البيانات التي سيجمعها. كما تشارك وكالة ناسا رابطا لبث مباشر عبر منصة يوتيوب مع العد التنازلي لوقت الإقلاع المدرج.

شاركها.
Exit mobile version