تمكن فريق دولي من علماء الفلك، باستخدام مرصد جيمس ويب، من التقاط صور مباشرة لكوكب يدور حول نجم آخر غير الشمس ويبعد نحو 12 سنة ضوئية عن الأرض، وذلك يعني أنه يقع في الجوار الشمسي.
ويعد هذا الكوكب، الذي سمي “أوبسيلون الهندي إيه بي”، واحدًا من أبرد الكواكب التي رصدها العلماء حتى الآن، إذ تقدر درجة حرارته بدرجتين مئويتين فقط، أي أبرد من أي كوكب آخر تم تصويره خارج نظامنا الشمسي.
ويأخذ هذا الكوكب حوالي 45 سنة لإكمال دورة حول نجمه الذي يشبه الشمس تقريبا في العمر والحجم، مع درجة حرارة سطح أقل تصل إلى 4400 درجة.
عملاق مدهش
ومن المثير لانتباه العلماء أن كتلة أوبسيلون الهندي إيه بي تساوي أضعاف كتلة كوكب المشتري، وتميل الكواكب الخارجية التي تم تصويرها سابقًا إلى أن تكون أصغر وأكثر سخونة حيث لا تزال تشع كثيرا من الطاقة منذ تشكلها أول مرة. ومع برودة الكواكب وانكماشها على مدار حياتها، تصبح أضعف في الحجم والإشعاع بشكل ملحوظ، ومن ثم يصعب تصويرها.
ولكن لأن مرصد جيمس ويب يلتقط الصور في نطاق الأشعة تحت الحمراء المتوسطة، فقد أمكن التقاط تلك الصورة بدرجة من السلاسة، إذ تصدر الأجسام الدافئة نسبيا مثل أجسام البشر والأرض والكواكب العملاقة والنجوم الأكثر برودة الأشعة تحت الحمراء بشكل رئيسي، بحسب بيان صحفي نشرته منصة مرصد جيمس ويب.
وأظهرت الدراسة التي نشرها هذا الفريق في دورية “نيتشر” أن هذا الكوكب يمكن أن يحتوي على كميات كبيرة من الميثان وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون في غلافه الجوي، مع جو غائم للغاية، بحيث لا يمكن لك رؤية النجم المضيف في السماء لفترات طويلة.
كيف يلتقط العلماء هذه الصور؟
ويعد التصوير المباشر للكواكب التي تدور حول النجوم غير الشمس من الطرق المهمة لدراسة هذه العوالم، وهي تختلف عن الطرق الأخرى التي تستنتج وجود كوكب بشكل غير مباشر مثل تقنيات العبور أو السرعة الشعاعية.
ومن أشهر طرق التصوير المباشر ما يسمى “منظار الإكليل”، وهو ما استخدم في حالة أوبسيلون الهندي إيه بي، حيث يمكن حجب ضوء النجم عن الصورة؛ بوضع بقعة معتمة في مسار الضوء لإنشاء كسوف اصطناعي، يسهل رؤية الضوء الخافت القادم من الكوكب.
ويلعب التصوير بالأشعة تحت الحمراء دورا مهما في هذه العملية، فغالبًا ما تصدر الكواكب البعيدة إشعاعات تحت حمراء أكثر من نجومها الأم، وذلك يمكن الكاميرات التي تعمل في نطاق الأشعة تحت الحمراء من التقاط صور دقيقة للكوكب وتجاهل نجمه.
ومن أشهر الكواكب التي اكتشفت بالتصوير المباشر “بيتا آلة التصوير ب” الذي يدور حول نجم شاب يبعد عن الأرض قرابة 63 سنة ضوئية، وكانت الصورة المباشرة الأولى لهذا الكوكب في 2008 معلمًا بارزا في أبحاث الكواكب التي تدور حول نجوم غير الشمس.