توصل فريق بحثي بقيادة علماء من مختبر أرغون الوطني في الولايات المتحدة، إلى أن معدلات حرائق الغابات وشدتها وطولها ستزداد مع الزمن، ويجب على المختصين في نطاقات إدارة حرائق الغابات التجهز من الآن لمستويات قد تكون كارثية.

وللتوصل لتلك النتائج التي نشرت في دورية “إيرثز فيوتشر”، استخدم الباحثون بيانات الأقمار الصناعية الصادرة من عام 1984 وحتى عام 2019 لدراسة 13 ألف حريق غابات سابق في قارة أميركا الشمالية وبشكل خاص الولايات المتحدة الأميركية، وذلك لمعرفة مدى ارتباط مخاطر الحرائق المحتملة بالحجم النهائي لحرائق الغابات، ووجدوا أنه عندما كان خطر حرائق الغابات أعلى كان حجم حرائق الغابات أكبر.

فمخاطر حرائق الغابات تحددها عدة عوامل، وهي احتمالية وقوع الحرائق من عدمه، وشدة الحريق، وإمكانية تعرض البشر للحريق، وحجم الضرر المتوقع حدوثه. وترتبط جميعها بطبيعة الغابات ومدى جفافها وموضعها من بعضها البعض ومدى قربها من المناطق السكنية، وطبيعة المباني في تلك المناطق السكنية.

ومن خلال دمج مؤشرات مخاطر الحرائق مع التوقعات المناخية المستقبلية، وجدت الدراسة أن خطر حرائق الغابات الشديدة سيزداد بمعدل 10 أيام إضافية كل سنة، وفي بعض المناطق مثل السهول الكبرى الجنوبية في الولايات المتحدة الأميركية، سيرتفع معدل الحرائق ليصبح أكثر من 40 يوما إضافيا كل عام، معظمها سيكون في أشهر الربيع والصيف.

حرائق الغابات والتغير المناخي

وإلى جانب ذلك، فإن بعض حرائق الغابات قد تمتد إلى أشهر الشتاء بحسب الدراسة، وبشكل خاص مع انخفاض معدلات الأمطار عن ذي قبل، الأمر الذي يزيد من جفاف النباتات، وبالتبعية يسهل اشتعال وانتشار الحرائق بها.

ولا يؤثر التغير المناخي على حرائق الغابات بسبب نقص الأمطار فحسب، وإنما تتسبب الموجات الحارة بتجفيف النباتات لدرجة قصوى، مما يسهل اشتعالها، وهو ما يطيل أمد الحرائق وشدتها وانتشارها، أضف إلى ذلك أن تغير متوسط درجات الحرارة يتسبب بتساقط أوراق الأشجار الجافة وموت الأشجار نفسها بمعدلات أكبر، وهو ما يسهل انتشار الحرائق.

وتتعلق مشكلة أخرى في هذا السياق بطبيعة موسم الحرائق نفسه، والذي عادة ما يبدأ بمنطقة ما ثم ينتقل لأخرى، لكن مع التغير المناخي بات ممكنًا أن تنشأ الحرائق بمعدلات أكبر في مناطق متفرقة، وهو ما يضع أحمالا ثقيلة على موارد الدولة ويمنعها من التصرف بفاعلية خلال موسم الحرائق.

Forest fire in the mountains

إجماع علمي

ويتأكد ذلك بعدة دراسات أخرى، فمثلا في عام 2020 قام فريق دولي من العلماء بعمل مراجعة بحثية لـ57 دراسة سابقة في هذا النطاق، وأظهرت جميعها روابط بين تغير المناخ وزيادة تواتر وشدة طقس الحرائق، والذي يعرّف بأنه الظروف الملائمة لنشوب حرائق غابات، مثل درجات الحرارة المرتفعة وانخفاض الرطوبة وانخفاض هطول الأمطار والرياح العاتية.

وأشارت المراجعة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية وموجات الحر المتكررة وموجات الجفاف ستؤدي إلى زيادة احتمالية نشوب حرائق الغابات من خلال تعزيز طقس الحرائق.

وأظهرت بيانات الرصد في هذه الدراسة أن مواسم طقس الحرائق امتدت عبر ما يقرب من 25% من سطح الأرض النباتي، مما أدى إلى زيادة بنحو 20% في المتوسط العالمي لطول موسم طقس الحرائق.

وبحسب بيان صحفي من مؤسسة “ديزرت ريسيرش” الأميركية المشاركة في دراسة “إيرثز فيوتشر”، فإنه يجب على المختصين في نطاقات تقييم مخاطر الحرائق تحديث بياناتهم بمعامل التغير المناخي، من أجل التجهز بفاعلية لمواسم حرائق أشد وأطول.

شاركها.
Exit mobile version