في الساعات الأولى من فجر يوم الثلاثاء الماضي، لمع بريق حطام فضائي من مركبة فضائية صينية في سماء جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية. وشوهدت الحادثة على نطاق واسع بعد تلقي جمعية النيازك الأميركية 81 بلاغا من شهود عيان.

وينتمي الحطام الفضائي الذي حدده متعقّب الأقمار الصناعية وعالم الفيزياء الفلكية جوناثان ماكدويل، إلى الوحدة المدارية للمركبة الفضائية الصينية شنتسو 15.

وتمثل هذه المركبة الفضائية التي نقلت 3 رواد فضاء إلى محطة تيانغونغ الفضائية الصينية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022؛ الرحلة العاشرة للصين والخامسة عشرة ضمن إطار برنامج شنتسو.

ويصل وزن المركبة الفضائية المفتتة نحو 1500 كيلوغرام، وهي مصممة أيضا لتوفير مساحة إضافية للتجارب العلمية لرواد الفضاء.

وعلى عكس الوحدات المدارية (المركبات الفضائية) الأخرى المخصصة للعودة إلى الأرض، فإن هذه المركبة الفضائية غير مهيأة لهذا الغرض وتقتصر مهمتها على الفضاء الخارجي فقط.

وأثار الظهور غير المتوقع للحطام الفضائي الملتهب في سماء أميركا دهشة العديد من المراقبين، إذ توقع البعض أنه قد يكون بسبب الأقمار الصناعية التابعة لسلسلة شبكة الإنترنت الفضائي ستارلينك، وهو ما لم يكن كذلك.

وتتهم الولايات المتحدة الصين بأن لها تاريخا طويلا مع الحطام الفضائي الذي يشكّل تهديدات مستمرة على عدّة أصعدة، أهمها على المساحة التي يستهلكها الإنسان في الفضاء القريب من الأرض.

وتذكر أن الصين سجلت أسوأ حادثة في المخلفات الفضائية، إذ أجرى الجيش الصيني تجربة نظام سلاح مضاد للأقمار الصناعية على قمرها الصناعي فينغيون-1سي في عام 2007، مسببة بذلك تفتيت القمر الصناعي إلى أكثر من 3 آلاف قطعة، أي ما يعادل 20% من مجموع نفايات الفضاء، وكذا فعلت أميركا مع قمرها الصناعي العسكري الذي فشل في مداره وكاد أن يسقط سنة 2008، إذ دمرته بصاروخ باليستي أطلقته البحرية الأميركية.

ويشير مصطلح “الحطام الفضائي” أو النفايات الفضائية إلى أي جسم يُرسل من الأرض ثم لا يعود صالحا للاستخدام بعد الانتهاء من مهامه.

ويمكن أن تتراوح هذه المخلفات الفضائية من صواريخ كاملة مهملة إلى جزيئات صغيرة الحجم ناتجة عن انفجارات الأقمار الصناعية.

ونظرا لانتشار الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض، فإن هذه المنطقة يشغلها في الغالب الحطام الفضائي، وهو ما يشبه مكبًا للنفايات الفضائية.

شاركها.
Exit mobile version