أهم ملامح كوكب زحل دون شك هي حلقاته، والتي تعد هدفا رئيسيا لكل هواة الفلك حول العالم بمناظيرهم الصغيرة والكبيرة، وتمتد هذه الحلقات بعرض يساوي نحو 5 مرات قطر كوكب الأرض كله.

وتتكون حلقات زحل من حُبيبات من الثلج بشكل أساسي والصخور بشكل أقل، وتتراوح أقطار تلك الحبيبات بين الميكرومتر الواحد والمتر، ويمكن لتلك الحلقات أن تحتوي على أقمار لزحل، وأحد الأمثلة هنا القمر “دافنيس” وهو أحد أقمار زحل يدور بين الحلقات، وقطر هذا القمر هو 8 كيلومترات فقط.

حلقات زحل.. ستختفي لكن ليس الآن

في عام 2018 أثارت دراسة لعلماء من وكالة الفضاء والطيران الأميركية “ناسا” انتباه العالم حينما أكدت أن حلقات زحل الأنيقة تتآكل يوما بعد يوم.

وأشارت الدراسة إلى أن حلقات زحل حديثة نسبيا، حيث يبلغ عمرها بضع مئات الملايين من السنين فقط، وهي تفقد كتلتها تدريجيا بسبب عمليات مختلفة منها مثلا “المطر الحلقي”، وهو عبارة عن سقوط جزيئات الجليد من الحلقات إلى الغلاف الجوي لكوكب زحل على طول خطوط المجال المغناطيسي للكوكب.

وهناك عملية أخرى تتمثل في تآكل الحلقات بواسطة النيازك الدقيقة التي تمر من خلالها، مما يؤدي إلى تكوين غبار وحطام يمكن أن يفلت أيضا من الحلقات. وتعمل تلك الظواهر على تقليل كتلة الحلقات وسطوعها بمرور الوقت.

حلقات زحل مايو 1995 المصدر: https://stsci-opo.org/STScI-01EVSSA7WD4Z0S5X4TDMA9MF7P.png

ما الذي سيحدث في 2025؟

انتشرت مؤخرا عبر وسائل التواصل العالمية شائعة تقول إن حلقات زحل ستختفي في عام 2025، وربط البعض ذلك بالدراسة التي أصدرتها وكالة ناسا، لكن هذا خاطئ تماما. بالفعل ستختفي حلقات زحل في عام 2025، لكنها ستعاود الظهور بعد ذلك بعدة أعوام، في نحو عام 2027 مثلا أو 2028، والسبب ليس إلا تغير منظورنا على الأرض لكوكب زحل.

فبسبب ميل زحل على محوره فإن شكل حلقاته يتغير بالنسبة لنا على الأرض كل عام ببطء شديد في دورة مقدارها نحو 29 سنة.

ولفهم الأمر بدرجة من التوضيح يمكن لنا تأمل صورة أطلقها تلسكوب هابل لكوكب زحل في عامي ديسمبر/كانون الأول 1994 ومايو/أيار 1995، حيث يبدو زحل في الصورة الأولى وحلقاته مائلة تماما، لكن بسبب تغير منظورنا له فإنه في مايو 1995 بدت الحلقات الكوكب وكأنها غير موجودة، كما يوضح علماء الفلك من التلسكوب هابل.

وفي صورة أخرى صدرت عام 2001 أوضح علماء الفلك من التلسكوب هابل كيف يتغير شكل زحل خلال أربعة أعوام متتالية، فبدت الحلقات مرتفعة تماما في أحد المشاهد، ثم ما لبثت أن انخفضت مع الزمن، وهذا طبيعي ويتكرر كل 29 سنة.

ويعني ذلك أنه لا يوجد داع للقلق، ولا توجد مشكلة حاليا في حلقات زحل، وإذا كنت تمتلك منظارا صغيرا أو متوسطا فسيكون من الجيد أن تحاول تأمّل حلقات زحل البديعة هذه الأيام وتستمتع بها قبل أن تختفي عن منظورنا تماما، ثم تعاود الظهور.

المصدر : ذا كونفرسيشن + مواقع إلكترونية + ناسا + وكالة الفضاء الأوروبية

شاركها.
Exit mobile version