تشهد دول الوطن العربي خسوفا جزئيا ضعيفا يبدأ فجر يوم 18 سبتمبر/أيلول الحالي، وأثناء الظاهرة سيبدو وجه القمر البدر وكأنه يتآكل شيئًا فشيئًا بقدر يسير يصل إلى 3.5% من سطحه فقط، ثم يعاود الاكتمال مرة أخرى بالتدريج، على مدى عدة ساعات.
وسيحدث هذا الخسوف قبل 9 ساعات من الحضيض القمري مما يعني أن القمر سيكون عملاقًا على مسافة 357486 كيلومترا من الأرض.
ويتخذ مدار القمر حول الأرض شكلا بيضاويا، يقترب من الأرض في بعض الأحيان ويبتعد عنها في أحيان أخرى. ويعرف القمر العملاق بأنه ظاهرة يقترن خلالها طور القمر البدر مع اقتراب القمر من الأرض أثناء دورته حولها، مما يجعله ألمع بشكل واضح وأكبر في الحجم، وهو ظاهرة ممتعة يمكن للناس رؤيتها بأعينهم.
كيف يحدث الخسوف؟
تحدث ظاهرة الخسوف عندما يمر القمر في ظل الأرض، ولفهم الفكرة ببساطة ضع مصباحا كبيرا منتصف حجرتك ثم قف على مسافة متر أو مترين من المصباح ودر حول نفسك وأنت تمد يديك بكرة تنس أرضي، وحينما تعطي ظهرك للمصباح ستمر كرة التنس الأرضي في الظل الممتد أمامك بسبب جسمك.
والآن ضع الشمس مكان المصباح، والأرض مكانك، والقمر مكان كرة التنس الأرضي، وحينما يمر القمر في ظل الأرض يحدث الخسوف القمري.
وظاهرة الخسوف القمري لا تحدث كل شهر، وذلك لأن القمر لا يدور في نفس المستوى الذي يجمع الأرض مع الشمس، وإنما يدور بشكل مائل، فيعلو عنه قليلًا أثناء دورانه ثم ينخفض من جديد، وبالتالي يتقاطع القمر مع هذا المستوى الذي يجمع الأرض والشمس مرّتين فقط كل شهر.
وإذا اتفق هذا التقاطع مع مرور القمر خلف الأرض، يحدث الخسوف. لكن الخسوف قد يكون كاملا (حينما يمر كامل جسم القمر في ظل الأرض) أو جزئيا (حينما يمر جزء من القمر فقط في ظل الأرض). ولفهم الفكرة، فقط تخيل أن كرة التنس الأرضي تمر بالكامل أو جزئيًا في ظلك بالمثال السابق.
متى سأراه؟
ما سيشهده الوطن العربي فجر 18 سبتمبر/أيلول الحالي هو خسوف جزئي، يبدأ في تمام 3:41 فجرا بتوقيت الدوحة، لكننا لن نلاحظ شيئا في البداية لأن دخول القمر في المنطقة التي تسمّى “شبه الظل” لا يظهر بوضوح للعين المجردة، أو ربما فقط تلاحظ انخفاضا في لمعان القمر المعتاد.
ولفهم ما يعنيه اصطلاح “شبه الظل” تخيّل أنك تقف بالضبط تحت عمود الإنارة في إحدى الليالي الشتوية. انظر للأسفل، فسوف تلاحظ أن هناك ظلين لك، ظل داكن تماما يقع أسفلك بالضبط، وآخر فاتح قليلا يقع على جانبيه، وهذا هو بالضبط ما يحدث بالنسبة للأرض (أنت) والشمس (المصباح الضخم أعلى عمود الإنارة).
أما في 05:13 بتوقيت الدوحة فإن القمر يبدأ في التآكل كرغيف يأخذ أحدهم منه قضمات متتالية، والقمر الآن يدخل في ظل الأرض
ويصل الخسوف لذروته في 05:44 بتوقيت الدوحة، وبعد ذلك يخرج القمر تماما من ظل الأرض بحلول الساعة 06:15.
ويعني ذلك أن جانبًا من الخسوف الجزئي لن يكون مرصودًا بالدول التي تقع شرقي العالم العربي (الجزيرة العربية ومصر والسودان والصومال وجيبوتي وجزر القمر) حيث سيتعارض مع شروق الشمس، بينما يرى الخسوف الجزئي كاملا بداية من منتصف ليبيا ووصولا إلى المغرب.