أطلقت شركة صناعة تقنيات استكشاف الفضاء “سبيس إكس” مساء الخميس 20 يونيو/حزيران الجاري صاروخ “فالكون 9” وعلى متنه القمر الصناعي “أسترا 1 بي” من منصة إطلاق الصواريخ “كيب كانافيرال” الفضائية بولاية فلوريدا الأميركية. وكان من المفترض أن يكون الإطلاق يوم الثلاثاء الماضي، لكنه تأجل بسبب سوء الأحوال الجويّة في موقع الإطلاق.

وبعد مرور نحو 8.5 دقائق من لحظة الإقلاع، انفصل الجزء السفلي من الصاروخ “فالكون 9″ عن القمر الصناعي وعاد أدراجه إلى الأرض ليهبط هبوطا سلسا على السفينة العائمة المستقلة التابعة لـ”سبيس إكس” والمتمركزة في المحيط الأطلسي، وفقا لبيان الشركة.

ووصل القمر الصناعي إلى “المدار الأرضي الجغرافي المتزامن” بواسطة الجزء العلوي من الصاروخ، على أن ينطلق القمر الصناعي الآن بشكل مستقل إلى مسافة 35786 كيلومترا عن سطح الأرض للوصول إلى ما يُعرف بـ”المدار الجغرافي الثابت”، وهو مدار دائري فوق خط الاستواء وفي نفس اتجاه الأرض.

ومن المقرر أن يحظى العملاء في جميع أنحاء أوروبا بخدمات البث التلفزيوني للقمر الصناعي الجديد الذي يتبع لشركة “إس إي إس”، وهي شركة تقدم خدمة اتصالات بواسطة الأقمار الصناعية ويقع مقرها في لوكسمبورغ.

وسيعمل القمر الصناعي على نطاق “كي السفلي” -وهو جزء من الطيف المغناطيسي الراديوي ذي نطاق ترددي يتراوح بين 12 و18 غيغاهيرتزا- على تعزيز النقل المتلفز لجميع المحطات الرئيسية في أوروبا.

بالإضافة إلى ذلك، سيقدّم القمر الصناعي خدماته بدقة عالية الوضوح “إتش دي” إلى المشتركين عبر المنصّة التلفزيونية “إتش دي+” التابعة للشركة “إس إي إس”.

وجرى بناء القمر الصناعي “أسترا 1 بي” بواسطة الشركة الفرنسية “تاليس إلينيا سبيس” المتخصصة في بناء الأقمار الصناعية ومعدات الاتصالات والفضاء، ويمكن للقمر الصناعي بث 500 قناة تلفزيونية عالية الدقّة، كما سيحلّ محل الأقمار الصناعية الأربعة الحالية التي تقدّم تغطية مباشرة لأكثر من 119 مليون مستخدم.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “إس إي إس” “عادل الصالح” في بيان صحفي، إنّهم سعداء للغاية بانضمام القمر الصناعي “أسترا 1 بي” إلى أسطول الأقمار الصناعية التابعة للشركة، وإنّه منذ إطلاق القمر الصناعي “أسترا 1 آي” في عام 1988 لم تتوقف الأقمار الصناعية عن تقديم محتوى موثوق وعالي الجودة، وإنّ القمر الصناعي الجديد سيكون تتويجا آخر للشركة.

وما هو جدير بالذكر أنّ أنظمة التشويش على الأقمار الصناعية التي طورتها روسيا لمدة 25 عاما، كانت شركة “إس إي إس” أحد المتضررين من ذلك.

ووفقا لبيان صدر مؤخرا، فإن الشركة اعترفت أنّ القمر الصناعي “أسترا 4” كان ضحية تشويش من المحطة الأرضية، وقدّمت دول أخرى مثل السويد وفرنسا وهولندا اعتراضات إلى الاتحاد الدولي للاتصالات للبحث في المسألة، وهو الكيان المسؤول عن تقسيم مدارات الأقمار الصناعية والترددات الراديوية في جميع أنحاء العالم.

شاركها.
Exit mobile version