أعلنت وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) أن صاروخا من طراز “فالكون-9” التابع لشركة سبيس إكس قد انطلق إلى المحطة الفضائية الدولية يوم السبت 28 سبتمبر/أيلول في مهمة لإعادة رائدي الفضاء العالقين في المحطة الفضائية الدولية منذ شهور.

وضمّ طاقم المهمة رائدي فضاء فقط بدلا من 4، في مركبة “دراغون” التي تمتلك 4 مقاعد، وذلك لإفساح المجال لرائدي الفضاء العالقين بالمحطة في رحلة العودة التي يتوقع أن تكون في فبراير/شباط من العام المقبل.

مشكلة ستارلاينر

وكانت رحلة “بوينج كريو فلايت” التجريبية أول مهمة مأهولة لمركبة ستارلاينر. انطلقت المهمة في 5 يونيو/حزيران 2024، وعلى متنها طاقم من رائدي فضاء تابعين لناسا، هما باري ويلمور وسونيتا وليامز، من محطة كيب كانافيرال الفضائية إلى محطة الفضاء الدولية.

وكان من المفترض أن تستمر المهمة 8 أيام، وتنتهي في 14 يونيو/حزيران بهبوط في جنوب غربي الولايات المتحدة، ومع ذلك تعطلت محركات المركبة عندما اقتربت من محطة الفضاء الدولية، نتيجة لعدد من المشاكل الحرجة التي واجهتها مثل الأعطال في محركات الدفع وتسربات الهيليوم.

وبعد أكثر من شهرين من التحقيق والاختبارات المكثفة لفحص مدى موثوقية ستارلاينر، قررت ناسا أنه من الخطر للغاية إعادة ويلمور ووليامز إلى الأرض على متن ستارلاينر.

وأشار رئيس وكالة ناسا بيل نيلسون إلى أن الدروس المستفادة من حادثتي مكوك الفضاء المأساويتين، اللتين راح ضحيتهما 19 رائد فضاء سابقا، تفرض على المسؤولين عدم التساهل في عودة رائدي الفضاء دون ضمان سلامتهما بالكامل، وهو ما دفعهم إلى إعادة ستارلاينر فارغة.

ويُعدّ هذا القرار ضربة قوية لشركة بوينغ التي تعاني بالفعل من مشاكل متزايدة في قطاع الطيران بسبب تكرار الحوادث، وكان يُنظر إلى مشروع “ستارلاينر” كطوق نجاة قد يعيد ثقة العملاء بالشركة.

ومن ناحية أخرى، أبدى رائدا الفضاء تفهما للوضع الراهن وقبولا بالتأخير الاضطراري، مستندين إلى خبرتهما الكبيرة في هذا المجال، وقدرتهما على التكيف مع الظروف الصعبة، وقد أكد مدير عمليات الطيران في “ناسا” أن الرائدين يدعمان القرار تماما.

شاركها.
Exit mobile version