تشير الصورة الصادرة من تلسكوب هابل هذا الأسبوع المعنونة بـ”أرب 122″ إلى وجود جرم سماوي غريب الشكل يتكوّن في الواقع من مجرتين؛ مجرّة “إن جي سي 6040” الحلزونية المائلة الملتوية، ومجرّة “إل إي دي إيه 59642” الحلزوينة الدائرية، وكلاهما يقع في كوكبة الجاثي حيث يوشكان على تصادم هائل. ولن ينتج عن ذلك الاصطدام أيّ تبعات على كوكب الأرض، إذ تقبع كلا المجرتان عند مسافة بعيدة عن الأرض تبلغ نحو 570 مليون سنة ضوئية.

وتعد الاصطدامات والإندماجات المجرية من الأحداث الكونية الملحمية، لكنها تحدث في إطار زمني بطيء للغاية لا يمكن رصده خلال عمر الإنسان. وفي إسقاط مباشر على مجرتنا مجرة درب التبانة، فإنّها في طريقها نحو الاصطدام بأقرب جاراتها من المجرات؛ مجرّة المرأة المسلسلة “أندروميدا”، إذ تسيران نحو بعضهما البعض بسرعات عالية، لكن لن يحدث أيّ اصطدام أو لقاء إلا بعد 4 مليارات سنة. كما ستسغرق عملية الاصطدام على نحو كامل بضعة مئات الملايين من السنوات نظرا إلى حجم المجرتين.

وفي حقيقة الأمر، فإنّ اصطدام المجرات لا ينتج عنه أيّ تبعات مدمّرة، فهو أقرب إلى الاندماج بين المجرتين، وذلك بحكم المسافات الشاسعة التي تفصل بين الأجرام السماوية في المجرّة.

وتتكوّن المجرات من النجوم وأنظمتها الكوكبية، ومن الغبار الكوني والسُدم، وتتبع جميع هذه الأجرام أفلاكا تدور حول مركز المجرّة الذي يُعتقد بوجود ثقب أسود فائق فيه.

وعند حدوث الاصطدام تواجه جميع الأجرام السماوية تغيرات كبيرة في قوى الجاذبية المؤثرة عليها، مما سيؤثر على أفلاكها بطبيعة الحال، وبالتالي شكل المجرّة. ومع مرور الوقت تؤدي هذه التغيرات إلى تغير كامل في بنية المجرّة، وربّما اندماج مركزي المجرتين ليصبحا مركزا واحدا، فتنشأ مجرة جديدة أكبر حجما.

ويؤمن العلماء بأنّ المجرات الناتجة عن عمليات الاندماج لها بنية منتظمة أو إهليغية، لأنّ الاصطدامات تؤثر على الهياكل الأكثر تعقيدا مثل المجرات الحلزونية، وتدفعها إلى أن تأخذ شكلا إهليغيا. ويمكن التأكد من ذلك بعد الانتهاء من اندماج المجرتين، لكن ذلك سيستغرق وقتا طويلا للغاية.

شاركها.
Exit mobile version