تمكن باحثون من مرصد سوبارو الياباني، الموجود على قمة مونا كيا الواقعة على أحد جزر هاواي بالمحيط الهادي، من التقاط صورة لنوع نادر جدا من المجرات يسمى المجرات الحلقية.

وتمتلك تلك المجرة 3 حلقات تغلف بعضها بعضا، وهي بذلك تختلف تماما عن المجرات الحلزونية مثل مجرتنا درب التبانة، التي تتكون من أذرع تدور حول انتفاخ مركزي.

وقد تم الكشف عن المجرة ضمن مشروع “غالاكسي كروز”، وفيه يقوم هواة الفلك باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لدراسة مئات الآلاف من الصور من قاعدة بيانات مرصد سوبارو، وتصنيفها واستخراج الغريب منها، مما يساهم في تطوير البحث العلمي بهذا النطاق.

وبسبب هذا المشروع اكتشف علماء الفلك ما يقرب من 400 ألف مجرة ​​حلزونية و30 ألف مجرة ​​حلقية في بيانات مرصد سوبارو.

3 حلقات

وبحسب بيان رسمي للمرصد، فإن امتلاك المجرة 3 حلقات هو أمر نادر للغاية وذو قيمة كبيرة للبحث العلمي، الذي يظل إلى الآن عاجزا عن فهم سبب تكون تلك المجرات العجيبة.

ويعتقد فريق من العلماء أن تلك الحلقات المتعاقبة تكونت أثناء اندماج مجموعة من المجرات في الماضي السحيق، بحيث ساهمت كل منها بواحدة من تلك الحلقات.

ويميل العلماء من مرصد سوبارو إلى صحة تلك الفرضية، بعد التركيز لسنوات على دراسة هذا النوع من المجرات بشكل خاص، ورصد الآلاف منها في مراحل نمو متفاوتة.

ويعد أحد الأمثلة المعروفة هو “جرم هوغ”، وهي مجرة ​​حلقية شبه مثالية تتميز بنواة ساطعة محاطة بحلقة مميزة من النجوم.

ومن خلال دراستها، استنتج العلماء أن تكون الحلقة يمكن أن يحدث عندما تمر مجرة ​​أصغر عبر مركز مجرة ​​أكبر، مما يؤدي إلى حدوث موجات من تكوين النجوم في نمط حلقي بسبب اضطرابات الجاذبية.

يمثل جرم هوج نموذج لدراسة المجرات الحلقية (ناسا)

اندماج المجرات

ويعد اندماج المجرات أمرا شائعا في الكون المبكر، ويعتقد العلماء أن مجرتنا تعرضت لحوادث التحام سابقة قبل 13 مليار سنة من الآن، حيث كانت هناك مجرتان قريبتان من بعضهما، سميتا، “دايا-إنسيلادوس”، وهي مجرة صغيرة، و”سلف درب التبانة” وهي مجرة أكبر قليلا.

وعلى مدى 3 مليارات سنة التحمت المجرتان لصنع “درب التبانة” مجرتنا. التي تتجهز حاليا لمناورة شبيهة، فنحن نعرف أن الجارة “المرأة المسلسلة” تقترب منّا، وربما تندمج مع درب التبانة بعد أكثر من 4 مليارات سنة، وسوف يتسبب ذلك في تكون مجرة بيضاوية ضخمة.

وتوفر المجرات الحلقية رؤى مهمة للعلماء حول تفاعلات المجرات وعمليات تكوين النجوم الناجمة عن مثل هذه الأحداث الكونية هائلة الضخامة.

كما تساعد دراسة هذه المجرات علماء الفلك على فهم القوى الجاذبية المعقدة التي تلعب دورا كبيرا في بناء الهياكل المجرية، وربما يساعدنا ذلك يوما ما في الإجابة عن أسئلة تظل لغزا يحير العلماء مثل: لم تتخذ المجرات أشكالها التي نرصدها في الكون الواسع؟ وكيف نشأت بالأساس وتجمعت نجومها؟ وكيف نمت مع الزمن للوصول إلى هيكلها الحالي؟

شاركها.
Exit mobile version