التقط مرصد جيمس ويب الفضائي صورة جديدة مذهلة لـ”ليندز 483″، وهي منطقة تشكل نجوم تقع على بعد نحو 650 سنة ضوئية من الأرض (السنة الضوئية هي وحدة مسافة تساوي الواحدة منها قرابة 10 تريليونات كيلومتر).

وقد أظهرت كاميرا الأشعة تحت الحمراء الخاصة بالمرصد -والتي تميزه عن بقية المراصد الفضائية- نجمين صغيرين مختبئين في سحابة كثيفة من الغبار.

Space Sparks Episode 16 Light: Webb wows with incredible detail in actively forming star system

نفاثات عجيبة

وبحسب بيان صحفي رسمي من منصة جيمس ويب، فإن هذه النجوم تقذف باستمرار الغاز والغبار، مما يشكّل هياكل جميلة تشبه النفاثات تظهر بألوان برتقالية وزرقاء وأرجوانية، وهي ما تراها في الصورة التي أصدرها المرصد.

وبمرور الوقت تصطدم هذه النفاثات بالغازات الأقدم، مما يتسبب في أنماط ملتوية وتشكيل مركّبات كيميائية جديدة مثل أول أكسيد الكربون والميثانول، وهي ما يصنع الشكل الغريب الساحر لتلك السحابة.

كما تُظهر الصورة مناطق داكنة على شكل حرف “في”، وقد تبدو هذه المناطق السوداء فارغة، لكنها في الواقع تحتوي على الغبار الأكثر كثافة في السحابة، وهو كثيف للغاية لدرجة أنه يحجب معظم ضوء النجوم.

وإذا نظرت عن كثب فإن بعض البقع البرتقالية الخافتة في هذه المناطق المظلمة هي في الواقع نجوم خلفية تكافح للتألق من خلال الغبار الكثيف.

ماضي الشمس

وعلى مدى ملايين السنين سيتشكل النجمان بالكامل ويزيلان الغبار المحيط بهما، وهذا هو ما حصل مع الشمس قبل نحو 4.5 مليارات سنة، إذ كانت جزءا من سحابة شبيهة، ثم بعد ذلك أزالت بقايا تلك السحابة بإشعاعها خلال ملايين السنوات الأولى من عمرها، وقد يكوّن أي من هذين النجمين أو كليهما كواكب لتدور حولهما مثلما حصل مع الشمس أيضا.

والواقع أننا يمكن أن نشاهد في سماء الليل نموذجا شبيها وهو عنقود الثريا النجمي، وقد سمته العرب قديما بهذا الاسم لأنها تخيلته يمثل فتاة ذات ثروة أرادت الزواج من شخص غني، لكن الذي وقع في حبها كان شخصا فقيرا سمي الدبران، ويمثله نجم عملاق أحمر في كوكبة الثور.

وتساعد هذه الأرصاد الجديدة العلماء على فهم كيفية تشكل النجوم وتطورها، وتوفر للعلماء أدلة مرصودة بشأن كيفية تشكل الكواكب حول النجوم الصغيرة، كما يساعد ذلك يساعد علماء الفلك على تحسين النماذج الحاسوبية التي تحاكي تشكل النجوم.

شاركها.
Exit mobile version