تعرضت إحدى رحلات الخطوط الجوية السنغافورية لحادثة صادمة أدت إلى وفاة أحد ركابها، وإصابة آخرين لدى هبوط الطائرة الاضطراري جرّاء تعرّضها لاضطرابات جوية شديدة.

وكانت الرحلة متجهة من لندن إلى سنغافورة الثلاثاء الماضي 21 مايو/أيار الجاري، لتتعرض لمطبّات هوائية شديدة ومباغتة في ساعات الصباح الأولى لحظة تقديم وجبة الإفطار من قبل طاقم الطائرة، وأسفر الأمر عن وفاة أحد الركاب إثر أزمة قلبية، وهو ما دفع الطيارة إلى طلب الهبوط الاضطراري مباشرة.

المطبات الهوائية المفاجئة

تؤدي الاضطرابات الناجمة عن حركة الهواء غير المنتظمة إلى حدوث اهتزازات عامودية وأفقية مفاجئة للطائرة وللركاب، ويعد الحادث الأخير مثالا جليا على المطبات الهوائية المباغتة التي تحدث دون سابق إنذار. وغالبا ما تحدث هذه المطبات الهوائية بسبب ما يُعرف بموجات الجاذبية التي تخلق تموجات هواء غير مرئية.

وموجات الجاذبية في سياق الحديث عن الغلاف الجوّي والاضطرابات الهوائية، تختلف عن موجات الجاذبية “موجات الثقالة” في فيزياء الفلك.

ويعتمد الطيّارون عادةً على تقارير من طيارين آخرين سافروا على نفس الطريق لتوقع مثل هذه الحوادث المفاجئة. ووفقًا لرئيس قسم علوم الغلاف الجوّي في جامعة تكساس “رامالينغان سارافانان”، إنّ هذه الطريقة تُعد الأكثر فعالية للتنبؤ بالمطبات الهوائية.

وعلى الرغم من الخوف الذي قد تثيره مثل هذه الحوادث، فإنّ الاضطرابات الشديدة التي تسبب أضرارا بليغة نادرة نسبيا، فمن عام 2009 إلى عام 2022، لم يكن هناك سوى 163 إصابة مرتبطة بالاضطرابات الجوية في الولايات المتحدة استدعت تدخلا طبيا.

كما لم يُبلِّغ “المجلس الوطني لسلامة النقل” عن أيّ حالة وفاة بسبب الاضطرابات الجوية على الطائرات التجارية الكبيرة خلال هذه المدة الزمنية. وأما تاريخيا، فإنّه من النادر أن تتسبب هذه المطبات الهوائية بوقوع حوادث، وحتى تلك الحادثة الشهيرة لتحطم طائرة الخطوط الجوية الأميركية رقم 587 في عام 2001 كان سببها عطل فنّي وليس الاضطرابات الجويّة كما يُدّعى.

وتشير الدراسات إلى أنّ أكثر من يتعرّض للإصابة بسبب الاضطرابات الجويّة المضيفون والمضيفات بنسبة 79%. وتشير رئيسة رابطة المضيفين “سارة نيلسون”، إلى أهمية إجراء الاحترازات اللازمة لتفادي أيّ إصابات على مستوى الركاب وطاقم الطائرة.

تغيّر المناخ وزيادة الاضطرابات الهوائية

وفي دراسة تعود لعام 2023، أشارت إلى أنّ معدلات اضطرابات الهواء في شمال المحيط الأطلسي زادت بنسبة 55% من عام 1979 إلى عام 2020، وتعد هذه المنطقة الجغرافية أحد أكثر الطرق الجويّة ازدحاما في العالم.

وترتبط درجات الحرارة العالية المتأثرة بانبعاثات الغازات الدفيئة، بحركة ونمط هبوب الرياح. ويخمّن باحثون من جامعة “شيكاغو” أنّ ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى زيادة سرعة الرياح في التيّار النفاث على ارتفاعات شاهقة، مما قد يؤدي إلى زيادة سرعة الرياح بنسبة 2% لكل درجة مئوية من زيادة درجة الحرارة.

ووفقًا لما جرى رصده، فإنّ درجات الحرارة على مستوى كوكب الأرض ارتفعت عمّا لا يقل عن 1.1 درجة مئوية منذ فترة ما قبل الثورة الصناعية قبل نحو 200 عام، وزاد منحنى التغيّر بشكل كبير في عام 1975. وإذا استمرّت الانبعاثات بالمعدل الحالي، فقد يصل ارتفاع درجات الحرارة إلى 4 درجات مئوية بحلول عام 2100.

ومع زيادة سرعة الرياح، فإنّ شركات الطيران قد تحتاج إلى تقليل سرعتها للتخفيف من تأثير الاضطرابات الهوائية، وتشير دراسة أجريت عام 2021 إلى أنّ ثمّة زيادة بنسبة 15% في حالات الاضطرابات الجوية في شمال المحيط الأطلسي خلال الـ30 عاما القادمة.

شاركها.
Exit mobile version