كشفت وكالة الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء (ناسا) وعملاق صناعات الطيران لوكهيد مارتن رسميا عن الطائرة الثورية “إكس 59 كويست”، والتي يُرى بأنّها ستشكل علامة فارقة في مجال الطيران الذي يفوق سرعة الصوت.

وباعتبارها أحدث الطائرات التجريبية التابعة لوكالة ناسا، جرى تصميم الطائرة إكس 59 لكسر حاجز الصوت دون إصدار أي موجات صوتية مدوية، لكن في المقابل ستصدر الطائرة أزيزا أقل ضجيجا يشبه صوت إغلاق باب السيارة عند سماعه من الداخل.

وقد سلّط بام ميلروي نائب مدير وكالة ناسا، الضوء على شكل التصميم غير التقليدي المتمثّل بالتخلّص من النافذة الأمامية للتخفيف من حدّة دوي اختراق حاجز الصوت. وبدلا من ذلك، تحتوي الطائرة على نظام رؤية خارجي يشمل كاميرا وشاشة مثبّتة في قمرة القيادة لتزويد الطيارين برؤية الواقع المعزز للمناطق المحيطة، وهو ما يعتقد المصممون أنه سيمنح مجال رؤية كافٍ لمحيط الطائرة.

كما تعد الطائرة حصيلة عمل من البحث والتطوير لعدّة عقود معتمدة على أساليب التصنيع المتطورة الحديثة بما في ذلك أنظمة الواقع المعزز وتقنيات النمذجة ثلاثية الأبعاد، وتمثل طائرة إكس 59 امتدادا لإرث وكالة ناسا في مجال الابتكار الرائد في مجال الطيران؛ إذ تعد الطائرة جزءا من سلالة يعود تاريخها إلى عام 1947 حيث كانت بداية عصر الطيران الأسرع من الصوت في صحراء ولاية كاليفورنيا الأميركية.

وبعد انتهاء المرحلة الأولى من الاختبارات اللازمة، ستعمل الوكالة على إجراء عدّة رحلات جوية فوق مناطق سكنية منتقاة في الولايات المتحدة لجمع البيانات عن كيفية إدراك وتجربة المواطنين بشأن صوت الطائرة في أثناء تحليقها.

وتخطط ناسا للاستفادة من هذه البيانات للحصول على موافقة الجهات التنظيمية للرحلات التجارية الأسرع من الصوت، وذلك بهدف جعل الطيران أكثر استدامة، وتمكين الطيران بشكل أسرع فوق المناطق المأهولة بالسكان.

وثمّة فوائد عدّة للطيران الأسرع من الصوت، مثل الاستجابة الطبية السريعة، واختصار الوقت في الشحن، والتنقل والسفر في ظروف زمنية قاهرة وسريعة.

وبينما تقود وكالة ناسا وشركة لوكهيد مارتن هذه المبادرة، تعمل شركات أخرى مثل “بوم سوبرسونيك” أيضا على طائرات مشابهة تجارية تحلّق أسرع من الصوت، وهو ما يشير إلى نمو ملحوظ في هذا المجال.

شاركها.
Exit mobile version