الجهة الوحيدة المسؤولة عن إعطاء النجوم أسماءها هي الاتحاد الفلكي الدولي

من حين لآخر تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات أو فيديوهات لأحدهم قرر أن يخاطب الجهات المسؤولة لشراء اسم نجم لمن يحب، وأنه يمتلك الآن ورقة رسمية تثبت ملكيته للنجم وكذلك تحدد موقعه في السماء حيث يمكن تحديده بالتلسكوب ببساطة.

نجمة باسم الحبيب

فكرة أن يشتري أحدهم اسم نجم في السماء ليست جديدة، لكنها لاقت شهرة واسعة بعد صدور الفيلم الأميركي “جولة لأجل الذكرى” (A walk to remember) في عام 2002، حيث قام البطل في أحد المشاهد بتقديم نجم لمحبوبته، ومن بعدها ظهرت منصات بيع أسماء النجوم، ومع انتشار الإنترنت بات الأمر أكثر انتشارا.

لكن الحقيقة أن ذلك خاطئ تماما، فالجهة الوحيدة المسؤولة عن إعطاء النجوم أسماءها هي الاتحاد الفلكي الدولي (IAU)، وفي بيان منشور على منصته يقول الاتحاد الفلكي الدولي بوضوح إنه لا يبيع أسماء النجوم، وينأى بنفسه تماما عن أي عمل تجاري متعلق ببيع أسماء النجوم أو أي من أجرام السماء الأخرى، فهي مملوكة للبشرية جميعا.

ويضيف الاتحاد، في بيانه، أن تلك الأسماء المباعة ليست سوى وثيقة، ولكنها ليست ذات صلاحية رسمية على الإطلاق، وأن نفس القواعد تنطبق على شراء أسماء العناقيد النجمية والمجرات أو أي معالم أخرى في النظام الشمسي، أو المساحات على القمر أو أي جرم آخر في المجموعة الشمسية.

لكن من أين تحصل النجوم على أسمائها أصلا؟

في الواقع، فإن طريقة إطلاق الأسماء على النجوم قد تغيرت مع الزمن، حيث إن أسماء النجوم كانت تتعلق بأساطير أنشأها الناس قديما حول تلك النجوم، فمثلا نجم “الدبران” (Aldebaran) مستقى من أسطورة عربية عن فتى وقع في حب فتاة تدعى الثريا لكنها رفضت كل عروضه للزواج، فاستمر يدبرها (أي يمضي وراءها)، ومن هنا جاء اسم الدبران، الذي يسجل بنفس النطق في الأطالس الفلكية المعاصرة.

نجوم أخرى مثل “النطاق” (Alnitak) كذلك مستقى من “النطاق” الذي ترتديه الفتيات وهو أصل عربي، والواقع أن أكثر من ثلثي النجوم التقليدية في سماء الليل تتخذ اسما ذا أصل عربي، أما البقية فبالأساس لاتينية.

لكن قبل عدة قرون مع ظهور التلسكوبات ازدادت أعداد النجوم المعروفة بكثافة ولم يكن من الممكن تسميتها بشيء متعلق بالأساطير القديمة، فاستخدم الفلكيون عدة طرق جديدة للتسمية، أشهرها “تسمية باير” (Bayer designation)، والتي ابتكرها الفلكي الألماني يوهان باير في بداية القرن الـ17، وقد ظهرت لأول مرة في أطلسه الفلكي المسمى “أورانومتريا” (Uranometria).

وترتب تلك الطريقة النجوم داخل المجموعات النجمية (الكوكبات) بحسب لمعانها، فيحصل ألمع النجوم على أول حرف لاتيني (ألفا)، ويحصل ثاني ألمع النجوم على الحرف (بيتا) وهكذا، وبالتبعية يكون مثلا ألمع نجوم كوكبة الأسد هو “ألفا الأسد”، وثالث ألمع نجوم كوكبة الدب الأكبر هو “غاما الدب الأكبر”.

ومع تطور التلسكوبات الفلكية، ظهرت طرق وأسماء جديدة تماما ومعقدة، يختص بها علماء الفيزياء والفلك، تداخلت فيها الكثير من الحروف والأرقام.

شاركها.
Exit mobile version