يقدّم فريق برشلونة مستويات مبهرة بقيادة مدربه الألماني هانزي فليك، إذ بات مرشحا قويا للتتويج بجميع الألقاب الممكنة نهاية الموسم الحالي.

وترى صحيفة “ماركا” الإسبانية أن فوز برشلونة في مباراته الأخيرة على أتلتيكو مدريد 4-2 بملعب “واندا ميتروبوليتانو” معقل الأخير، كان أكثر من مجرد فوز بثلاث نقاط، بسبب الطريقة التي انتصر بها والإنطباع القوي الذي بدأ الفريق في تركه لمنافسيه وأنصاره.

وقالت “يعيش مشجعو برشلونة حالة من التفاؤل المبرر إذ يبدو أن هذا الموسم قد يكون تاريخيا”.

ويتصدر برشلونة حاليا جدول ترتيب الدوري الإسباني (60 نقطة) بفارق الأهداف عن ريال مدريد علما بأنه لعب مباراة أقل، كما بلغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ويسير بقوة في البطولة.

وحامت الشكوك حول قدرة الفريق الكتالوني على الاستمرار في المنافسة على لقب كأس الملك بعد التعادل مع أتلتيكو مدريد في ذهاب نصف النهائي 4-4، لكن بعد المباراة الأخيرة بين الفريقين في الليغا “أصبح واضحا أن برشلونة قادر بالفعل على تكرار الفوز إيابا والتأهل للنهائي” وفق ماركا.

وتحوّل حال برشلونة من فريق يعاني أزمة ثقة بسبب تراجع النتائج في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول الماضيين إلى فريق مرشح بقوة للفوز بأربعة ألقاب بعد عطلة أعياد الميلاد (تُوج فعلا بأولها وهو كأس السوبر الإسباني وينافس على الثلاثة الأخرى).

وعدّدت “ماركا” العوامل التي ساهمت في هذا التحول الأخير أهمها على الإطلاق أن برشلونة نضج بشكل هائل في الأسابيع الأخيرة خاصة فيما يتعلق بالثقة بالنفس وإدارة المباريات، وهو ما تأكد في المباراة الأخيرة ضد أتلتيكو.

وتاليا العوامل التي ساهمت في عودة برشلونة وجعلته مرشحا للفوز بجميع الألقاب بحسب ماركا:

  • القوة الذهنية

سابقا لم يكن برشلونة قادرا على قلب النتيجة في مباريات صعبة مثل تلك التي خاضها ضد أتلتيكو، لكن الفريق لم ينهار رغم تأخره 0-2 حتى آخر 20 دقيقة ثم نجح في تسجيل 4 أهداف.

هذه ليست المرة الأولى الذي يفعل فيها برشلونة ذلك، فقد عاش نفس الوضع أمام بنفيكا البرتغالي في مرحلة الدوري لدوري أبطال أوروبا عندما حوّل تأخره 1-3 إلى فوز مثير 5-4، وفي ذهاب الدور ثمن النهائي تمكن من الفوز على نفس الفريق رغم خوضه 70 دقيقة من المباراة بـ10 لاعبين.

وتقول ماركا إن “هذه القوة الذهنية الجديدة أمر لم تكن موجودة لدى اللاعبين سابقا”.

  • ذكاء وشجاعة فليك

العمل الذي قام به المدرب الألماني فليك هو عنصر أساسي في هذا التحوّل، إذ تعلّم من أخطائه وأصبح أكثر ذكاء في إدارة المباريات.

وأوضحت الصحيفة “أدرك فليك أنه لا يمكن استبدال بيدري ثم أظهر شجاعة كبيرة ضد أتلتيكو الأحد الماضي عندما استبدل ظهيريه (كوندي وبالدي) اللذين كانا مهددين بالطرد وأكمل المباراة بأربعة مدافعين من قلوب الدفاع”.

ويتمتع فليك أيضا بدعم اللاعبين رغم أنه يتخذ قرارات صعبة على بعضهم مثل إبقاء رونالد أراوخو وغافي على مقاعد البدلاء في العديد من المباريات علما بأنهما من العناصر الأساسية بالموسم الماضي.

يتمتع برشلونة بثلاثي هجومي هو الأفضل في العالم حاليا وهم لامين جمال وروبرت ليفاندوفسكي ورافينيا ما يمنح الفريق “رفاهية مطلقة”.

بحسب ماركا “الثلاثي المتألق عزّز قدرة الفريق على تسجيل الأهداف وهو أمر أصبح لا جدال فيه” خاصة وأنه يمتلك أيضا بديلا جاهزا وهو فيران توريس الذي أنقذ الفريق في العديد من المناسبات وآخرها ضد أتلتيكو.

إلى جانب الهجوم القوي شهد برشلونة تحسنا كبيرا في حراسة المرمى بعدما قرّر فليك الاعتماد على البولندي فوشويك فويتشيك تشيزني بدلا من إيناكي بينيا.

تشيزني حافظ على نظافة شباكه في 8 مباريات من أصل 16 مما جعل أهداف المهاجمين أكثر قيمة، كما منح زملائه خاصة المدافعين الهدوء والثقة ولم يعرف برشلونة بوجوده في الملعب طعم الهزيمة قط.

وتختم الصحيفة “من أجل التتويج بالألقاب يتعين على برشلونة الاستمرار على هذا المستوى فيما تبقى من عمر الموسم (شهرين ونصف) الذي دخل مرحلة الحسم بالفعل”.

شاركها.
Exit mobile version