قال قائد نيجيريا وليام تروست-إيكونغ إن منتخب بلاده لن يخوض مباراته في ليبيا ضمن تصفيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، غدا الثلاثاء، وإن البعثة في طريق العودة للبلاد احتجاجا على بقاء الفريق في مطار مهجور لعدة ساعات بعيدا عن مكان المباراة.

وكان من المقرر أن تلتقي نيجيريا مع ليبيا في مدينة بنغازي، حيث يمكنها حسم التأهل للنهائيات التي ستقام في المغرب أواخر العام المقبل.

لكن بعد البقاء لأكثر من 16 ساعة في مطار يبعد نحو 250 كيلومترا عن وجهتهم الأصلية، قال لاعبو نيجيريا إنهم لن يخوضوا المباراة.

وقال تروست-إيكونغ، عبر حسابه على منصة إكس، “كقائد للمنتخب الوطني، قررت مع باقي زملائي عدم خوض هذه المباراة. يبدو أن طائرتنا تتزود بالوقود الآن وسنعود إلى نيجيريا بعد فترة وجيزة”.

وقال الاتحاد النيجيري إن طائرة خاصة كانت تقل الفريق نحو بنغازي، لكن تحول مسارها إلى مطار الأبرق الدولي دون توفير وسائل نقل بديلة.

الاتحاد الليبي يدافع والأفريقي يتدخل

قال الاتحاد الليبي إن الحادث لم يكن متعمدا وحث نيجيريا على تفهم الموقف.

وأضاف “نحن نحترم بشدة نظراءنا النيجيريين ونريد أن نطمئنهم أن تحويل مسار رحلتهم لم يكن مقصودا. الاضطرابات يمكن أن تحدث بسبب بروتوكولات الحركة الجوية الروتينية أو الضوابط الأمنية أو غيرها من التحديات اللوجستية”.

وتابع “نرفض بشدة أي ادعاءات تشير إلى وجود شيء غير نزيه أو تخريب في هذا الموقف. نأمل أن يتم حل سوء التفاهم هذا بالتفاهم والنوايا الطيبة”.

ولم يتضح بعد مصير نقاط المباراة، إذ من المرجح أن تتم إحالة الأمر إلى لجنة الانضباط في الاتحاد الأفريقي (كاف).

وقال الاتحاد الأفريقي للعبة في بيان إنه “تَواصل مع السلطات الليبية والنيجيرية بعد أن تم إبلاغه بأن المنتخب النيجيري وطاقمه الفني كانوا عالقين في ظروف مُقلقة لعدة ساعات في مطار، يُزعم أنه تم توجيههم للهبوط فيه من طرف السلطات الليبية”.

وأضاف البيان “تمت إحالة المسألة إلى لجنة الانضباط في الكاف للتحقيق فيها، وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد كل من انتهك لوائح وقوانين الكاف”.

القصة الكاملة لانسحاب نيجيريا

فجأة بدأت تخرج منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لقائد ولاعبي منتخب نيجيريا يتحدثون فيها عن “الكابوس” والـ”المعاملة غير الإنسانية” التي تلقوها في ليبيا، مؤكدين رفضهم لعب المباراة بتصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 المتوقع إقامتها في المغرب.

البداية كانت مع وليام تروست إيكونغ قائد “النسور” الذي وجه نداء استغاثة إلى حكومة بلاده للتدخل وإنقاذهم من الوضع الذي يعيشونه حاليا، وأضاف عبر منصة “إكس” “ننتظر لأكثر من 12 ساعة في مطار مهجور (الأبرق) في ليبيا بعد تغيير مسار طائرتنا خلال الهبوط وإلغاء هبوطنا في بنغازي دون أي أسباب واضحة، أغلقوا أبواب المطار وتركونا دون طعام وشراب واتصالات، هم يُمارسون ألعابا ذهنية ضدنا”.

وتابع “طالبنا حكومتنا النيجيرية بالتدخل وإنقاذنا. وبصفتي قائدا للفريق، قررت أنا وزملائي أننا لن نلعب هذه المباراة”.

مطلب وافق عليه الاتحاد النيجيري للعبة، الذي أكد أنه سيعيد أفراد المنتخب الوطني إلى البلاد بعد مزاعم عن “معاملة غير إنسانية” في ليبيا. وقال مدير الاتصالات في الاتحاد النيجيري أديمولا أولاجيري “قرر لاعبو المنتخب عدم خوض المباراة، ويقوم مسؤولو الاتحاد النيجيري بإجراءات لعودة اللاعبين إلى البلاد”.

كما أشار إلى أنه تم إرسال شكوى إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بهذا الخصوص.

وأدان وزير الرياضة النيجيري جون إينوه هذه الحادثة بقوله “ندين بشدة المعاملة البغيضة التي تعرض لها لاعبو ومسؤولو المنتخب الوطني الأول. كان المنتخب الوطني في طريقه إلى بنغازي، لكن تم تحويله حين الاقتراب إلى مطار الأبرق الذي يبعد ساعات عن بنغازي، حيث من المقرر أن تقام المباراة”.

وتابع “ظل أفراد الوفد دون رعاية لمدة تزيد على 15 ساعة تقريبا منذ وصولهم، دون طعام ولا سكن، وتُركوا في بيئة موبوءة بالبعوض، وتم تطويقهم من قِبل الأمن الليبي حتى لا يخرجوا من المطار”، مشيرا إلى أن الأولوية بالنسبة إليه هو “سلامة أفراد المنتخب الوطني”.

في المقابل، عبّر الاتحاد الليبي لكرة القدم عن قلقه العميق إزاء التقارير التي يتم تداولها بشأن تحويل رحلة المنتخب النيجيري.

وقال الاتحاد، في بيان له اليوم الاثنين، “إذ نأسف لأي إزعاج قد حدث، نود التأكيد على أن مثل هذه الحوادث قد تحدث نتيجة بروتوكولات روتينية تتعلق بمراقبة الحركة الجوية”.

وأكد الاتحاد احترامه الكامل للاعبي المنتخب النيجيري، وطمأنتهم بأن تحويل رحلتهم لم يكن متعمدا، لافتا إلى أنه لا توجد أي أسس للاتهامات التي تشير إلى أن الاتحاد الليبي أو فرق الأمن قد تسببت عمدا في هذا الحادث.

ووصلت الاتهامات النيجيرية حد تغريد النيجيري فيكتور بونيفاس مهاجم باير ليفركوزن بأن “الأمر أصبح مخيفا الآن نريد فقط العودة إلى بلدنا”. وكان بونيفاس نفسه نشر فيديو على حسابه للحافلة التي وصلت إلى المطار وعلق بسخرية “هذه الحافلة العملاقة التي تقل اللاعبين”.

وطالب مهاجم نيجيريا السابق فيكتور إيكبيبا، الذي رافق وفد بلاده إلى ليبيا، بإنزال أقسى العقوبات بحق ليبيا، وقال في هذا الصدد “إذا كان الاتحاد الأفريقي يدرك عمله، يتعين عليه استبعاد ليبيا من الكرة الدولية”.

وأضاف أنه “بلد خطير جدا ولا أدري من سمح لليبيا بإقامة مبارياتها البيتية على أرضها”.

من جانبه، طالب النيجيري فيكتور أوسيمين مهاجم غلطة سراي الجهات المعنية بالتدخل لإنقاذ زملائه، مضيفا عبر إنستغرام “أشعر بخيبة أمل مما يحدث لإخوتي اللاعبين والمدربين في أحد مطارات ليبيا، أقدم دعمي الكامل لهم، وما يحدث يُخالف الروح الرياضية تماما. أطالب الكاف (الاتحاد الأفريقي) والجميع بالتدخل لإنقاذ زملائي”.

ولكن ما جرى مع اللاعبين النيجيريين في ليبيا كانت له مقدمات في نيجيريا عندما حل منتخب ليبيا ضيفا عليهم، وهو ما كشفه قائد منتخب ليبيا فيصل البدري بقوله إن “الفريق تعرض لتفتيش شامل داخل الطائرة استغرق ساعة، إضافة إلى تأخير في النقل بين المدن دام 3 ساعات، رغم استخدام طائرة خاصة”.

وأضاف “أبلغنا بعدم وجود دورية شرطة لتأمين البعثة، وسلكنا مسارات غير معبدة في ظلام دامس، واستغرقت الرحلة 5 ساعات في ظروف محفوفة بالمخاطر، ووصلنا إلى الفندق في ساعات متأخرة من الليل، مع تدهور ظروف الإقامة”. وأكد البدري أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الفريق لمعاملة سيئة في أفريقيا.

وكان منتخب “النسور” هزم ضيفه الليبي بهدف نظيف -يوم الجمعة الماضي- في الجولة الثالثة بالمجموعة الرابعة.

ورفع منتخب نيجيريا رصيده إلى 7 نقاط في المركز الأول، في حين تجمد رصيد منتخب ليبيا عند نقطة واحدة في المركز الرابع والأخير.

ويتأهل أول منتخبين في كل مجموعة إلى النهائيات التي تضم 24 منتخبا.

شاركها.
Exit mobile version