اشتهر المدرب الألماني توماس توخيل بطرقه التدريبية الفريدة والمكثفة ويعود السر في ذلك لبروفيسور ألماني استلهم منه الأفكار في بداية حياته المهنية.

واستخدم توخيل، المدير الفني لمنتخب إنجلترا الجديد، على مر السنين بعض المهارات القيادية والتقنيات التدريبية المبتكرة أسهمت في رفع أسهمه كثيرا في عالم التدريب.

وتتطلب قيادة فريق ما إلى القمة قدرات كثيرة وقوة وكفاءة عالية، وكان توخيل الذي وصف ذات مرة بأنه “مدمن كرة القدم”، يتمتع بمثل هذه الخصال مثلما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.

في غضون 4 أشهر عام 2021، حول الفني الألماني فريق تشلسي المتراجع بقيادة فرانك لامبارد، والذي كان يحتل مركزا في منتصف جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، إلى قوة كروية وفاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا، بعد تغلبه 1-0 في النهائي على مانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا.

وزعم المهاجم الدولي الإنجليزي هاري كين أن توخيل سيجلب “الكثير من الطاقة” إلى معسكر “الأسود الثلاث”، وهذا أقل ما يمكن قوله. وقال كين: “استمع إلى أي شخص عمل مع أو تحت قيادة المدرب البالغ من العمر 51 عاما وسوف يخبرك بحماسه غير العادي، ودفع لاعبيه إلى أقصى حد عقليا وجسديا”.

توخيل ونظرية “التعلم التفاضلي”

في بعض الأحيان يتأثر المدربون بأشخاص ليس لهم علاقة بكرة القدم، وهذا حال توخيل الذي استلهم أفكارا وطرقا تدريبية من البروفيسور والعالم الألماني فولفغانغ شولهورن.

والتقى توخيل البروفيسورَ والعالم شولهورن عدة مرات، عندما كان مدربا لماينز وهو النادي الثاني في مسيرة الفني الألماني بعد فريق أوغسبورغ الرديف.

ويعتبر البروفيسور شولهورن من دعاة “التعلم التفاضلي” وهي فكرة تعطيل بيئة التعلم لدى الطالب، بدلا من منحه بيئة مستقرة، لإجباره على الارتجال والتصرف على الفور.

وطبق توخيل هذه النظرية في أسلوبه التدريبي وفرض على اللاعبين مجموعة متنوعة من التمارين تعتمد على إجبار اللاعبين على التدريب في ظل ظروف متنوعة بدلا من الظروف المستقرة.

وقال مدرب تشلسي سابقا: “لقد غير ذلك دوري كمدرب بشكل كامل. بدأت أركز أكثر فأكثر على حقيقة أن التدريب يوفر للاعبين مهام أكثر تعقيدا من المباريات. يجب أن تبدو المشاكل التي يخلقها الخصم في اللعبة سهلة قدر الإمكان بالنسبة لهم”.

وذكر موقع “ذا أتلتيك” أن توخيل حوّل الثلث الهجومي إلى مثلث في تدريبات فريقه السابق بوروسيا دورتموند لإجبار المهاجمين على اللعب بشكل أكثر مباشرة والتحكم في المساحة بشكل أفضل.

كما كان مدرب باريس سان جيرمان السابق يجبر اللاعبين على اللعب في مساحات ضيقة للغاية، أو يضطرهم إلى لعب الكرة بركبهم، وإجبار المدافعين على حمل كرات التنس، وكانت الغاية جعل التدريب أصعب من المباريات، وإكساب اللاعبين المرونة والقدرة على الصمود وإيجاد طريقة للتغلب على الوضعيات الصعبة.

وعادة ما تكون جلسات توخيل مرهقة للغاية على المستوى الذهني لدرجة أن إيوجين بولانسكي، الذي لعب تحت قيادته في ماينز، قال ذات يوم: “تحتاج إلى مستويات متقدمة لبعض هذه التمارين.. توخيل من الصعب التعامل معه وهو قوة من قوى الطبيعة”.

ويتضمن سجل توخيل التدريبي عدة ألقاب في الدوري مع سان جيرمان وبايرن ميونخ وكأس ألمانيا مع دورتموند، لكن أعظم نجاحاته جاءت خلال فترة وجوده في إنجلترا حيث قاد تشلسي إلى الفوز بثلاثية دوري أبطال أوروبا بعد أشهر قليلة من توليه المسؤولية في عام 2021، والكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية مع النادي اللندني.

أقيل المدرب الألماني في سبتمبر/أيلول 2022 في خطوة جريئة من قبل المجموعة الجديدة المالكة لتشلسي.

وتقع على عاتق توخل مهمة الظفر بالألقاب للمنتخب الإنجليزي الذي وصل بقيادة ساوثغيت إلى نهائي كأس أوروبا مرتين متتاليتين حيث خسر أمام إيطاليا بركلات الترجيح عام 2020 (أقيم بعد عام بسبب تداعيات فيروس كورونا) وإسبانيا بعد 3 سنوات، بالإضافة إلى الدورين نصف النهائي في مونديال روسيا 2018 وربع النهائي في مونديال قطر 2022، في البطولات الأربع الكبرى التي شارك فيها.

شاركها.
Exit mobile version