في يوم الصحة العالمي الموافق السابع من أبريل/نيسان، طرحت صحيفة “ماركا” الإسبانية هذا السؤال: ما الرياضة المناسبة للإنسان؟ وأجابت عليه من خلال المختصين.
ويساعدنا أربعة متخصصين في أمراض القلب والطب الرياضي على تحديد أفضل الرياضات للإنسان العادي من خلال تحديد فوائد كرة القدم وكرة السلة والتنس والجري بطريقة علمية دقيقة دون مبالغات أو أساطير غير صحيحة.
لم يعد مفهوم الصحة اليوم كما كان عليه قبل قرن من الزمان عندما تسببت الأوبئة مثل الإنفلونزا في وفاة ما يقرب من 700 ألف شخص وكان متوسط العمر المتوقع أقل بكثير مما عليه الآن، وأصبحت الصحة الجيدة لا تعني مجرد غياب المرض، بل هي التوازن بين الجسد والعقل والعلاقات الاجتماعية.
كما أن الرياضة ليست مجرد منافسات للفوز أو تحقيق أرقام قياسية، بل طريقة مثلى للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية. فماذا قال الخبراء عن أفضل الرياضات للإنسان العادي؟
كرة القدم ليست رياضة للجميع
إلى جانب البادل، تعد كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في إسبانيا حيث انتشرت رياضة البادل بشكل كبير، وتبدأ ممارسة هذه الرياضة منذ سن مبكرة للغاية.
لا يتردد الدكتور إدواردو أليغريا، أخصائي أمراض القلب ورئيس قسم إعادة تأهيل القلب في عيادة الخدمة الطبية الرسمية للجمعية الملكية الإسبانية، في الاعتراف بالتناقضات الموجودة في كرة القدم.
ويقول إن “كرة القدم الاحترافية تشكل مشهدا رائعا، ولكن بوصفها نشاطا ترفيهيا فإن قيمتها تكمن في الفوائد الأخرى التي تقدمها”. فرغم أنها ليست الأكثر اكتمالا من الناحية الجسدية، حيث تركز بشكل أساسي على الجزء السفلي من الجسم وتحمل مخاطر على المفاصل، فإن قيمتها تكمن في التفاعل الاجتماعي.
ويشير أليغريا إلى أن لا ينبغي ممارسة كرة القدم لمن لديه مشاكل في المفاصل، أو يعاني من سمنة أو إصابات متكررة، وأنه فمن الأفضل اختيار بدائل ذات تأثير أقل على المفاصل كالمشي.
ويؤكد أن الهدف من كرة القدم للإنسان العادي هو “الاستمتاع والعناية بصحتك”. كما أنها تعزز الصحة النفسية من خلال تقليل التوتر وتشجيع العادات الصحية، مشيرا إلى ضرورة تكيف كل فرد مع قدراته.
كرة السلة رياضة شاملة
يصف الدكتور فيسينتي كاراتالا، رئيس قسم الإصابات ومنسق وحدة الطب الرياضي في مستشفى كويرونسالود بفالنسيا، كرة السلة بأنها رياضة شاملة.
ويشير إلى أنها تحسن التنسيق والسرعة والقدرة على التحمل وصحة القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى ذلك، تغرس قيما معنوية مثل الانضباط والعمل الجماعي، وهي مفيدة بشكل خاص في البدايات الأولى، لكنها تتطلب التكيف وفقًا للحالة الجسدية لكل شخص.
ولكرة السلة مخاطر من مثل التواء الكاحل والركبة، ومشاكل أسفل الظهر، واعتلال غضروف الرضفة بسبب التحميل الزائد على الركبة، والتهاب اللفافة الأخمصية بسبب الإفراط في استخدام القدم دون تدريب وأحذية مناسبة. ولمنع حدوث هذه المخاطر، يوصي كاراتالا بإجراء تقييم طبي مسبق، وتدريب تدريجي وتقوية عضلات الجذع.
التنس سر الحياة الطويلة والسعيدة
هل تعلم أن لعب التنس يمكن أن يضيف سنوات إلى عمرك؟ فقد كشفت دراسة دانماركية أجريت على مدى 25 عاما على أكثر من 8500 شخص، أن هذه الرياضة تزيد من متوسط العمر المتوقع أكثر من الأنشطة الأخرى.
يوصي الدكتور ميندوجاس جوديليس، وهو متخصص في عيادة تيكنون للتنس والذي كان جزءًا من الخدمات الطبية في كويرونسالود في السنوات الأخيرة لنهائيات كأس ديفيز، بممارسة التنس من قبل جميع الأعمار.
ورغم ذلك، يحذر من أنه من دون التحضير المناسب من تقوية عضلات الأرداف والكاحلين وأسفل الظهر، قد يصاب ممارس التنس بإصابات، لذا ينصح بالذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أولا لتقوية عضلات الجسم، كما يُنصح بركوب دراجة ثابتة لمدة 15 دقيقة على الأقل.
بالإضافة إلى فوائدها البدنية، تعد رياضة التنس بلسما للعقل، فهي تطلق الإندورفين، وتقلل من الكورتيزول، وتحسّن نوعية النوم، وتقوي الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة والانتباه، حسب الدكتور جوديليس.
الجري لصحة القلب والأوعية الدموية
إن الجري لا يعني تحريك ساقيك فقط، بل هو محبة للذات، مع الأخذ في الاعتبار أن القلب هو العضو الذي يستفيد أكثر من غيره بهذه الرياضة.
يقول رئيس قسم أمراض القلب بمستشفى كيرونسالود مدريد الجامعي الدكتور خوسيه أنخيل كابريرا إن للجري فوائد عدة، منها الوقاية من أمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول وغيرها، لكنه يحذر من أنه “يجب ممارسة الجري باعتدال وتكييفه مع كل عمر”.
بالنسبة للأطفال يجب أن يكون الجري من خلال اللعب، وفقما أوصت منظمة الصحة العالمية. أما من يعانون من السمنة أو مشاكل المفاصل، فيقترح كابريرا أن يبدؤوا بأنشطة ذات تأثير منخفض مثل المشي أو السباحة قبل الجري.
ويقول إن الأشخاص المصابين بالسمنة يجب ألا يقترب معدل ضربات القلب لديهم أثناء الراحة من 90 نبضة في الدقيقة، ويجب أن يكون ضغط الدم أثناء الراحة بين 130 و75.
ويحذر “إذا كنت تعاني بالفعل من ارتفاع ضغط الدم أثناء الراحة، ومعدل ضربات القلب مرتفع، فيجب أداء النشاط البدني بحذر”.
الشراع
البحر يفرض قواعده الخاصة به. ليس الأقوى والأسرع هو الذي يفوز دائمًا، ففي كثير من الأحيان، يعتمد النجاح في رياضة الشراع على معرفة كيفية قراءة الرياح وتوقع التغييرات، والبقاء هادئًا في مواجهة ما لا يمكن التنبؤ به.
من الناحية الجسدية، يعمل الإبحار على تنشيط الجسم بأكمله. يتطلب الأمر قوة الجزء العلوي من الجسم للتعامل مع الأشرعة، والقدرة على التحمل للحفاظ على الاستقرار، وعلى الساقين القويين لتحقيق التوازن على سطح المركب.
تعزز رياضة الشراع صحة القلب والأوعية الدموية، وتحسن كثافة العظام، وتقوي جهاز المناعة.
يوضح فيكتور غارسيا فونسيكا، أخصائي العلاج الطبيعي ومدرب اللياقة البدنية في مركز كيرونبريفينسيون الصحي، أن “للبحر تأثيرا علاجيا خاصا، فمجرد الوجود على الماء، بعيدًا عن الضوضاء والتلوث، يقلل بالفعل من التوتر، ويساعد أيضًا على تطوير مهارات أخرى مثل المرونة والعمل الجماعي واتخاذ القرار تحت الضغط”.