يشهد الشارع الرياضي العراقي جدلا كبيرا بسبب المستويات المتدنية للاعبين المحترفين في دوري نجوم العراق وعلى وجه التحديد موسمه الحالي، إذ لم تبرز أي أسماء جديدة على غرار ما حدث المواسم السابقة.
ويستعد اتحاد اللعبة إلى إحداث نقلة نوعية في الدوري وذلك باعتماد الملاعب المميزة، وأيضا فتح المجال أمام الأندية للتعاقد مع لاعبين محترفين.
كما سمح لكل نادٍ بالتعاقد مع 6 لاعبين محترفين، ليكونوا ضمن كشوفات الفرق الموسم الحالي.
الكم لا النوع
مساعد مدرب العراق السابق أحمد خلف قال للجزيرة نت “إن الدوري العراقي لا يجذب اللاعبين المحترفين على مستوى عالٍ، إذ يأتي المحترف الذي لم يحصل على فرصة في دوريات الخليج وأوروبا، لأن العراق يعد خيارا أخيرا لهم”.
وأضاف “أغلب المحترفين بالدوري اختيروا على أساس مقاطع فيديو دون رؤيتهم على أرض الواقع وكذلك بسبب أسعارهم المنخفضة، لأن أغلب الأندية العراقية تبحث عن المحترف الأقل سعراً وليس عن الأفضل وبالتالي تجد مستوياتهم غير ملبية للطموح”.
وتابع خلف “ما يحدث الآن في الدوري بالنسبة للاعبين المحترفين هو اعتماد الكم على حساب النوع. وفي السابق كان الاتحاد يسمح بالتعاقد مع 3 محترفين ولكن الموسم الحالي تم السماح للأندية بالتعاقد مع 6 أي أكثر من نصف الفريق، وهذا أمر سلبي للغاية”.
عائق اللغة
يرى وسيط سوق الانتقالات العراقي حيدر سامي أن صعوبة تواصل وتفاهم المدربين مع المحترفين أحد أسباب الإخفاقات، ويقول للجزيرة نت “أغلب المحترفين بالدوري من قارة أفريقيا ويتحدثون الفرنسية أو الإنجليزية لذلك يجيدون صعوبة كبيرة في التواصل مع المدرب العراقي المحلي”.
وتابع “أغلب المدربين المحليين لا يجيدون التحدث بالإنجليزية مما يشكل صعوبة كبيرة على المحترفين الذي يحتاجون فهم توجيهات المدرب والواجبات التي تناط إليهم، لذلك تجد بعض الأندية تستعين بمدربين مساعدين يجيدون التحدث باللغات الأخرى كما هو الحال مع الكادر التدريبي لفريق الميناء، إذ إن الكادر الإسباني ومدرب اللياقة عراقي لكنه يتحدث بأكثر من لغة”.
وأضاف “في ظل الظرف الحالي فإن اختيار المحترفين صعب جدا وهناك بعض الأندية تختار اللاعبين المحترفين وتجبر المدرب عليهم، لذلك تجد مع بداية الموسم كل ناد يفسخ عقدا أو عقدين من اللاعبين المحترفين بسبب عدم القناعة الفنية من قبل المدرب” لافتاً إلى أن “أغلب الفرق ستغير عدداً من اللاعبين المحترفين في الانتقالات الشتوية وهو أمر سلبي للغاية ويدل على عدم الاختيار الدقيق”.
أخطاء وسمسرة
من جانبه أوضح المحلل الفني واللاعب العراقي السابق أحمد صبري أن الأخطاء الإدارية وتأخر وصول تأشيرات دخول اللاعبين أحد أهم أسباب إخفاق المحترف في دوري نجوم العراق.
وقال للجزيرة نت “إن مدة صدور تأشيرة الدخول إلى العراق تستغرق نحو شهر ونصف الشهر، وبالتالي فإن أغلب المحترفين لا يحظون بإعداد جيد قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد”.
وأضاف “للأسف العلاقات والسمسرة تسيطر على تعاقدات بعض الأندية، فرغم علم بعض الإدارات بعدم وجود جدوى فنية في عملية التعاقد، تلجأ إلى ضم لاعبين للحصول على نسبة من عملية التعاقد وهذه تتم عن طريق العلاقات مع بعض الوسطاء، أي هناك من يتخذ من التعاقدات، عملية سمسرة”.
وتابع “المحترف يجب أن يكون أفضل من المحلي، لكن للأسف في الدوري العراقي فإن المحترف هو سد فراغ فقط ومستواه يكون أقل من اللاعب المحلي في وقت يجب أن يكون فيه هو الأفضل ليشكل الإضافة المطلوبة”.
ويستقطب الدوري العراقي محترفين من أفريقيا وسوريا والأردن في أغلب مواسمه، وقد شهد الموسم الحالي وجود لاعبين من إسبانيا وفرنسا والأرجنتين ودول أخرى.