فتح لاعب كرة القدم الليبيري السابق جورج ويا ظرفا في خلفيته شعار الكرة الذهبية وفي الناحية الأخرى اسم الفائز بها في النسخة الـ68، وقبل أن ينطق ويا باسمه، بدأ الجمهور بالهتاف “فيني، فيني، فيني”، في إشارة إلى لاعب نادي ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور، لكنه راوغ الجمهور في حركة مكتوبة مسبقا وأعلن لاعب مانشستر سيتي رودريغو هيرنانديز، المعروف اختصارا باسم “رودري”، فائزا بالكرة الذهبية.

لم يكن هذا المشهد مجرد ضربة حظ أو محاولة من الجمهور لإضفاء جو من الحماسة للحفل، لكنه كان تعبيرا عن تيار من المشجعين واللاعبين والصحفيين الذين يؤمنون بأحقية فينيسيوس بالكرة الذهبية ومواصلة الجهة المنظمة في ما اعتبروه استبعاد اللاعبين السود من الظفر بجائزة مجلة كرة القدم الفرنسية “فرانس فوتبول”.

فقد علق فينيسيوس على النتائج في تغريدة عبر حسابه على منصة إكس قائلا “مستعد لإعادتها عشر مرات إن لزم الأمر، لكنهم غير مستعدين”، في إشارة إلى ما قال مقربون من اللاعب إنها معركته ضد العنصرية.

ويعتقد أصدقاء اللاعب والمقربون منه، في حديثهم لرويترز، أن فنيسيوس يجني ثمار حربه على العنصرية، وأن “عالم كرة القدم غير مستعد بعد لقبول لاعب يحارب العنصرية”، مؤكدين على مواصلة اللاعب وناديه ريال مدريد محاربة العنصرية حتى لو كلفهم ذلك الكرة الذهبية.

وكان النادي قد تراجع في اللحظات الأخيرة عن السفر إلى باريس لحضور حفل الجوائز بعد حصوله على أخبار عن استبعاد لاعبيه فينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام من الظفر بالجائزة، فيما اعتبره مسؤولو النادي “قلة احترام”.

وحصد النادي جائزة أفضل ناد وأفضل مدرب، وحصل لاعبه الفرنسي كيليان مبابي على جائزة أفضل هداف بالتقاسم مع الإنجليزي هاري كين لاعب بايرن ميونخ.

وكان ويا أول لاعب أفريقي يحصل على الكرة الذهبية عام 1995، وثاني من يحصدها من ذوي البشرة السمراء إلى جانب البرتغالي أوزيبيو عام 1965 والبرازيلي رونالدينيو غاوتشو عام 2005، وذلك من بين 68 لاعبا حصلوا عليها منذ عام 1956، الأمر الذي اعتبره مراقبون تحيّزا إلى اللاعبين الأوروبيين، خاصة مع استبعاد لاعبين مثل الإيفواري دروغبا.

من كان الأفضل؟

ولكن كيف كان صدى خسارة فينيسيوس للكرة الذهبية؟ انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين أحقية رودري بالحصول على الجائزة وتعرض فينيسيوس للظلم، كان أبرز من تفاعل مع الحدث لاعبو ريال مدريد الذين عبروا عن غضبهم من استبعاد زميلهم من الظفر بالكرة الذهبية.

ونشر لاعب الوسط الفرنسي إيدوارد كامافينغا صورة له مع زميله فينيسيوس معلقا بأنها “سياسة كرة القدم” ومعبرا عن تضامنه مع صديقة بالقول “أخي أنت أفضل لاعب في العالم ولا يمكن لأي جائزة أن تقول غير ذلك”.

ونشر لاعبا الميرينغي السابقان كريم بنزيمة وتوني كروس على حسابهما في إنستغرام صورة اللاعب البرازيلي، معبريْن عن تضامنهما معه، في حين اكتفى اللاعب التركي أردا غولر بالقول “عار”، مع إشارة لحساب الكرة الذهبية على منصة إكس.

وعلق الصحفي الرياضي أشرف بن عياد قبل الإعلان عن الجوائز بالقول إن “فينيسيوس أكثر لاعب يستحق الكرة الذهبية. رأيي ولن يتغير”، لكن مغردين آخرين أعادوا نشر مقاطع لفينيسيوس وهو يشتبك مع لاعبين في الملعب ويستفز آخرين، وضمنوا الفيديو معايير الحصول على الكرة الذهبية، وهي “الأداء الفردي ومساعدة الفريق والتحلي بالرقي وسط الملعب”، معتبرين أن فينيسيوس لم يكن يحترم خصومه في الملعب.

وفي كلمته على منصة التتويج، قال رودري “هذه الكأس تؤكد انتصاري، ولكنها تؤكد أيضًا انتصار العديد من اللاعبين الإسبان، إنييستا وتشافي.. إنه انتصار لكرة القدم الإسبانية ولاعبي خط الوسط حول العالم”، في حين علق أندري إنيستا لاعب لاروخا السابق وأحد من لم يحصلوا على الكرة الذهبية خلال مسيرتهم بتغريدة على إكس قال فيها “أكثر من مستحق، مبروك يا رودري”.

وحصد رودري في الموسم السابق لقب الدوري الممتاز للمرة الرابعة على التوالي مع فريقه مانشتسر سيتي، وفاز بدوري الأمم الأوروبية مع منتخب إسبانيا بعد 12 عاما منذ آخر تتويج وحصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة، في حين فاز فينيسيوس بدوري أبطال أوروبا وحصل على جائزة أفضل لاعب فيه، إلى جانب الدوري وكأس السوبر الإسبانيين وكأس السوبر الأوروبي.

المصدر : الجزيرة + رويترز + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version