يحفل تاريخ مباريات برشلونة وريال مدريد بالكثير من المواقف والنتائج الراسخة في أذهان عشاق كرة القدم، كما شهدت لقاءات “الملكي والبرسا” عداء تاريخيا وسياسيا داخل حدود المستطيل الأخضر وخارجه أيضا.

ورفض برشلونة في ثلاثينيات القرن الماضي -وبشكل قاطع- فكرة مشاركة غريمه ريال مدريد في بطولات إقليم كتالونيا، في الفترة التي شهدت اندلاع الحرب الأهلية في إسبانيا.

وتعود فصول هذه القصة إلى يوليو/تموز 1936، ففي تلك الفترة بدأت العديد من الأندية الإسبانية -ومن بينها ريال مدريد- البحث عن وسائل للبقاء والحفاظ على لاعبيها أثناء الحرب.

ومع تعيين إدارة جديدة للاتحاد الإسباني برئاسة خوان خوسيه باييخو بدلا من رافائيل سانشيز غييرا في أغسطس/آب من العام نفسه، انتشرت فكرة إنشاء دوري سوبر إقليمي يضم فريقا العاصمة الريال وأتلتيكو، وفالنسيا، ومورسيا، وليفانتي، وهيركوليس، وقرطاجنة، وخيماستيك.

وكان من المقرر أن تنطلق هذه البطولة يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول 1936، لكن قبل أسبوع من بدايتها تم استبعاد فريقي العاصمة لدواعٍ أمنية وفق ما ذكرت صحيفة “آس” الإسبانية.

وفكّر ريال مدريد في خطط بديلة مثل إقامة جولة أوروبية تشمل فرنسا وبلجيكا وسويسرا والاتحاد السوفياتي، لكن سرعان ما تم إلغاء الفكرة بسبب الغموض الذي أحاط بمدة الحرب.

فكرة مفاجئة

بعدها ظهرت فكرة “مفاجئة” مفادها مشاركة ريال مدريد في بطولة كتالونيا، وقد حظيت بموافقة أغلب الفرق الكتالونية مثل ساباديل وجيرونا وغرانويرس وبادالونا وإسبانيول، خاصة الأخير الذي وضع ملعبه ومقرّه ومعدّاته تحت تصرّف إدارة النادي الملكي.

ووافقت هذه الأندية على مشاركة ريال مدريد في بطولة كتالونيا من باب دعم لاعبي الميرينغي وأسرهم، بالإضافة إلى سعيها لزيادة دخل المباريات بوجود بطل مسابقة الكأس في تلك الفترة.

وعلى الجهة المقابلة، رفض برشلونة بشكل قاطع مشاركة ريال مدريد في البطولة، لسببين الأول خوفا من أن يتسبب ذلك في توتر داخل المجتمع الكتالوني، والثاني خشية تفوّق “الملكي” واحتمالية فوزه بالبطولة بحسب الصحيفة ذاتها.

واستمرت المحاولات لإشراك ريال مدريد في البطولة، فعُقد اجتماع حاسم يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 1936 بدعوة من رامون إيروليس رئيس الاتحاد الكتالوني الذي كان رافضا للفكرة أيضا، قبل أن يتم إلغاء الاجتماع بعد تلقي الرئيس وثائق من فرق الدرجة الثانية ترفض وجود النادي الملكي.

وبعد أسبوع بالضبط (27 أكتوبر/تشرين الأول 1936) أعلن الاتحاد الكتالوني بشكل رسمي رفض مشاركة ريال مدريد، لكنه أتاح خيار انضمام لاعبيه بشكل فردي لأندية كتالونية، ورغم ذلك لم ينضم أي لاعب مدريدي لتلك الفرق.

وبعدها بفترة كُشف عن محضر اجتماع لجنة موظفي برشلونة المؤرخ يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 1936، أي قبل أسبوع من ذلك الاجتماع الحاسم.

ووثّق ذلك المحضر موقف برشلونة الحقيقي الرافض لإدراج ريال مدريد في بطولة كتالونية “حتى لا نُشوّه أو نفقد أيا من جوهرنا العرقي والروحي العميق الذي يُشكّل أساس تاريخنا المجيد”.

شاركها.
Exit mobile version