اختتمت اليوم فعاليات قمة الويب 2024 في لشبونة بعد أن شهدت حضورا قياسيا من 153 دولة، ممثلين عن الشركات الناشئة، والمستثمرين، والوفود التجارية، ووسائل الإعلام، وغيرهم. وشهد الحدث بيع جميع التذاكر، واستعرضت أكثر من 3 آلاف شركة منتجاتها، مع بروز الذكاء الاصطناعي بوصفه أكثر التقنيات تمثيلا.

أبرز أرقام القمة

بيعت جميع التذاكر بحضور 71 ألفا و528 مشاركا من 153 دولة، من بينهم 3050 شركة عارضة في مجال الشركات، و1066 مستثمرا، و953 متحدثا، و2005 إعلاميين.

ووصلت نسبة حضور النساء إلى 42%، حيث ترأست المرأة 44.5% من الشركات الناشئة، وأبرز أسماء الشركات شملت “آي بي إم” (IBM)، و”أميركان إكسبريس” (American Express)، و”أدوبي” (Adobe)، و”ميتا” (Meta)، و”ديل” (Dell)، و”هواوي” (Huawei)، و”كوالكوم” (Qualcomm).

تعزيز دور المرأة في التكنولوجيا

شهدت القمة زيادة ملحوظة في عدد الشركات الناشئة التي أسستها النساء، إذ بلغ عددها 1261 شركة، أي نحو 44.5% من إجمالي الشركات الناشئة المشاركة، مقارنة بـ29% عام 2023. كما تشكل النساء 42% من الحضور و37% من المتحدثين، في خطوة تعزز الاتجاه نحو تحقيق توازن أكبر في صناعة التكنولوجيا.

وقد أظهر تقرير “المرأة في التكنولوجيا” السنوي لقمة الويب أن أكثر من نصف المشاركات ما زلن يواجهن نقصا في تمثيل النساء في المناصب القيادية، كما تشعر 51% منهن بأنهن يتقاضين أجورا أقل من الرجال.

بناء مجتمع تفاعلي وروابط مستدامة

في هذا العام، تعتمد القمة التي تقام في “ميو أرينا” على برمجيات “محرك القمة” (Summit Engine) لتنظيم 250 لقاء مجتمعيا، تهدف إلى تعزيز الروابط بين الحاضرين وفقا لاهتماماتهم.

سيجتمع الحضور، بدءا من الرؤساء التنفيذيين والمؤسسين وصولا إلى الإعلاميين والمستثمرين، في لقاءات مختلفة تتماشى مع اهتماماتهم ورحلاتهم. سواء كانوا فنانين يستخدمون التكنولوجيا بطرق مبتكرة، أو عشاقا لتكنولوجيا الفضاء، أو رواد أعمال يتبادلون الكتب التي يفضلونها، تساعد هذه اللقاءات الحضور على إيجاد الروابط التي تتناسب مع اهتماماتهم.

وتشمل هذه اللقاءات فعاليات مثل “لقاء تكنولوجيا النظافة”، “لقاء تكنولوجيا الموضة”، “اتصالات المرأة في التكنولوجيا”، و”التكنولوجيا في التعليم”. كما تستمر اللقاءات بعد ساعات العرض في مناطق لشبونة المختلفة، مثل “اللقاء المختلط للروبوتات” و”مبتكرو تكنولوجيا الموسيقى”.

يقول بادي كوسجريف، الرئيس التنفيذي ومؤسس قمة الويب، إن “قمة الويب تستمر في النمو كل عام، ومع رقم قياسي يبلغ 3 آلاف شركة عارضة، بما في ذلك الشركاء، مثل ميتا وأدوبي وآلاف الشركات الناشئة المبكرة، نحن متحمسون لرؤية الطلب على الابتكار في قمة الويب عند أعلى مستوياته”.
ويضيف كوسجريف: “مع هذا الطلب المتزايد، بذلنا جهدا كبيرا لتوسيع دوائر المجتمعات وإضافة مساحات للتواصل. يقوم فريق الهندسة، ودعم المجتمع لدينا بتنظيم مئات اللقاءات حتى لا تقتصر شبكة علاقاتك في قمة الويب على عدد قليل من الأشخاص الذين تعرفت عليهم، بل ستكون جزءا من شيء أكبر، متعدد الأبعاد، وأكثر إثراء ومعنى”.

شارك في هذا الإصدار من قمة الويب 45 شريكا مجتمعيا، من بينهم “ديجاسي أفريقيا”، ومؤسسة “آغا خان”، والمنظمة الوطنية للنساء، واستضافت عديدا من الأنشطة خلال الحدث. على سبيل المثال، “ديجاسي أفريقيا” استضافت لقاء للتواصل بين المؤسسين والقادة والمستثمرين الأفارقة، وأيضا “مشروع لشبونة” استضاف لقاء لرواد الأعمال المهاجرين في البرتغال ضمن فعاليات قمة الويب.

**داخلية** قمة الويب لشبونة الجزيرة

اهتمام استثماري غير مسبوق

شارك هذا العام 1066 مستثمرا من 58 دولة، بإجمالي أصول تقدر بـ14.7 تريليون دولار، ويشمل ذلك صناديق ثروة سيادية بارزة مثل صندوق الاستثمار القطري، وصندوق الاستثمار العماني، وشركة مبادلة للاستثمار.

ساهمت برامج القمة في تعزيز فرص اللقاءات بين المستثمرين والشركات الناشئة، مما يفتح الأفق أمام عديد من الشركات الناشئة للحصول على استثمارات مهمة.

الذكاء الاصطناعي يهيمن على التقنيات المعروضة

من بين 3050 شركة عارضة، برز الذكاء الاصطناعي كأكبر تقنية تمثيلا، بنسبة زيادة تصل إلى 16%. وتفيد التقارير بأن الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التي حضرت القمة العام الماضي قد جمعت تمويلا بلغ 72.6 مليون دولار، مما يعكس زخما متزايدا في هذا المجال.

وتشترك مع الذكاء الاصطناعي صناعات أخرى مثل التكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا الصحية، والتكنولوجيا النظيفة.

قائمة مميزة من المتحدثين وتغطية إعلامية واسعة

شملت قائمة المتحدثين في القمة هذا العام 953 متحدثا، من بينهم الفنان فاريل ويليامز، ورئيس مايكروسوفت براد سميث، ونجم الدوري الأميركي لكرة السلة كارميلو أنتوني.

وغطى القمة نحو 2005 صحفيين من 76 دولة، عرضوا أبرز المستجدات في مجالات الذكاء الاصطناعي، والاستثمار، والتنظيمات، وأثر الانتخابات الأميركية على الصناعة.

وقد تعاونت قمة الويب هذا العام مع 18 وسيلة إعلامية، من بينها واشنطن بوست، و”سي إن بي سي”، وفورتشن، وفاست كومباني، ويورونيوز، والجزيرة، و”أو غلوبو”.

بهذه الأرقام تستمر قمة الويب 2024 في تأكيد دورها الريادي بوصفها منصة تجمع بين الابتكار والتواصل، وتضع أسسا جديدة نحو صناعة تكنولوجية أكثر شمولية وتنوعا.

شاركها.
Exit mobile version