تشهد الساحة التقنية العالمية تطورات متسارعة تنذر بتغييرات جذرية في طريقة التعامل مع التكنولوجيا، من متصفحات الإنترنت الذكية إلى الهواتف فائقة النحافة التي تكسر حواجز التصميم التقليدي.

 

وقد رصدت حلقة (2025/8/20) من برنامج “حياة ذكية” أبرز الابتكارات التقنية التي تقود هذا التحول، مسلطةً الضوء على تقنيات ثورية قد تغير وجه العالم الرقمي خلال السنوات المقبلة.

ويمثل “كوميت” نقلة نوعية في عالم تصفح الإنترنت، حيث يتجاوز مفهوم المتصفح التقليدي ليصبح وكيلاً شخصياً ذكياً يعمل بالنيابة عن المستخدم.

ويقوم هذا المتصفح الجديد بمهام معقدة مثل قراءة البريد الإلكتروني وتلخيصه، وإضافة المنتجات إلى سلة التسوق بموقع أمازون، والبحث عن أفضل الأسعار، بل وحتى إنشاء رحلات سياحية كاملة على خرائط غوغل.

وتتميز تقنية “كوميت” بقدرتها على عرض سلسلة التفكير، مما يتيح للمستخدم مراقبة كيفية انتقال الذكاء الاصطناعي بين المواقع المختلفة قبل الوصول إلى النتيجة النهائية.

ورغم هذه القدرات المذهلة، تبقى قضايا الأمان والخصوصية محل جدل، خاصة مع تعامل هذا المتصفح مع البيانات الشخصية الحساسة.

وفي مجال الهواتف المحمولة، كشفت شركة أونر عن هاتفها الجديد “ماجيك في 5” الذي يعيد تعريف مفهوم الهواتف القابلة للطي.

ويتميز “ماجيك في 5” بكونه الأنحف في العالم بسمك 4.1 مليمترات عند الفتح و8.8 مليمترات عند الطي، متفوقاً على منافسه “غالاكسي زي فولد 7” من سامسونغ.

ويجمع هذا الهاتف بين النحافة الاستثنائية والمتانة العالية، حيث يحمل تصنيفات مقاومة الغبار والماء، ومفصلات تتحمل حتى 500 ألف عملية طي، أي ما يعادل 13 عاماً من الاستخدام المكثف.

ويعمل الجهاز بمعالج “سناب دراغون 8 إيليت” الأحدث من كوالكوم، مع ذاكرة عشوائية بسعة 16 غيغابايت وتخزين داخلي بسعة 512 غيغابايت.

وتتضمن ميزات هذا الهاتف المتقدمة تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل الكشف عن “التزييف العميق” أثناء مكالمات الفيديو، والكتابة الذكية، والترجمة الفورية.

كما يدعم بطارية سيليكون كربون بسعة 5820 مللي أمبير تكفي ليومين من الاستخدام المتوسط.

مستقبل الهواتف الذكية

وتنقسم آراء قادة التكنولوجيا العالميين حول مستقبل الهواتف الذكية، في صراع فكري يحدد معالم التقنية للعقود المقبلة.

ويرى الملياردير إيلون ماسك أن المستقبل يكمن في التواصل المباشر عبر التفكير من خلال مشروعه “نيورألينك” الذي يطور واجهات تربط الدماغ بالآلة.

ومن جهته، يتخيل بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت عالماً تصبح فيه التكنولوجيا جلداً ثانياً عبر الوشوم الإلكترونية المزودة بحساسات نانوية تحول البشرة إلى منصة للتواصل ومعالجة المعلومات.

ومن جانبه يضع مارك زوكربيرغ مؤسس موقع فيسبوك ثقله في نظارات الواقع المعزز التي تدمج البيانات الرقمية مع المحيط الواقعي.

وفي المقابل، يقف تيم كوك المدير التنفيذي لشركة آبل على الضفة الأخرى متمسكاً بمستقبل آيفون، معتبراً أنه سيبقى في قلب الحياة الرقمية لسنوات قادمة من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز داخل الجهاز نفسه.

وأوضح برنامج “حياة ذكية” -في حلقته- أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يشكل ثورة حقيقية في عالم الإبداع، حيث يمكنه إنتاج أغانٍ بأصوات مطربين راحلين، ولوحات فنية، ومقالات أدبية.

وتعتمد هذه التقنية على النماذج اللغوية الكبيرة والبيانات الضخمة لإنشاء محتوى جديد استناداً إلى الأنماط الموجودة في البيانات التدريبية.

وتتضمن هذه العملية 4 خطوات رئيسية: التدريب على مجموعات هائلة من البيانات، والتوليد عبر الجزء الرئيسي للنموذج، والتمييز الذي يعمل مراقب جودة، والتنافس بين المولد والمميز لتحسين الأداء المستمر.

وقد شهد عام 2022 انتشاراً واسعاً لهذه التقنية مع نجاح شركة “ستيبيليتي إيه آي” في تطوير نماذج توليد الصور، وظهور “شات جي بي تي” الذي حصد مليون مستخدم في 5 أيام فقط، مقارنة بـ10 شهور احتاجها فيسبوك للوصول لنفس العدد.

شاركها.
Exit mobile version