ربما أحد أكثر الأسئلة غموضا، التي تحيط بخطط آبل المستقبلية للهواتف الذكية، هو ما إذا كانت الشركة ستصدر هاتف آيفون قابلا للطي أم لا قريبا؟!.

مثلا، أطلقت شركة سامسونغ، وهي أكبر منافس لشركة آبل في حجم مبيعات الهواتف الذكية، عدة أجيال من الهواتف القابلة للطي على مدار السنوات الماضية، وربما يعتبرها البعض رائدة هذا السوق حاليا. هناك شركات أخرى كذلك أطلقت هواتفها القابلة للطي، مثل هواوي وموتورولا، حتى غوغل أطلقت نسخة قابلة للطي من هاتفها الشهير بيكسل.

في هذا السياق، قدمت آبل فعلا براءة اختراع لهاتف جديد ربما يكون من النوع القابل للطي، لكن خطط الشركة القريبة ليست بهذا الوضوح، فهناك تقارير أشارت إلى أن الشركة قد تطلق هاتفها القابل للطي بحلول عام 2025، ولكن أشارت تقارير أخرى إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الشركة ستوجه تركيزها نحو سوق الهواتف القابلة للطي أم لا. كما أشار محللو السوق لدى شركة “تريند فورس” إلى أن المشاكل المتعلقة بثنية الشاشة قد تؤخر إطلاق جهاز آبل القابل للطي حتى عام 2027.

وبغياب أي تفاصيل مؤكدة من شركة آبل، قد يصعب التكهن بموعد إطلاق هاتفها القابل للطي، لكن هذا ما يمكن توقعه حتى الآن وفقا للتقارير والتسريبات.

آيفون قابل للطي

تشير التقارير إلى أن شركة آبل تواصل العمل على تصميم هاتف “آيفون فلب”، وأشار تقرير من موقع ذا إنفورميشن، في فبراير/شباط الماضي، أن الشركة تعمل على تصميم حجمين من هواتفها القابلة للطي، وهو ما يتماشى مع التقارير السابقة التي تشير إلى أن هواتف الشركة ستكون على شكل الصدفة، مثل هاتف سامسونغ غالاكسي “زد فلب 5” أو موتورولا “رازر بلس”.

ولكن يبدو أن الشركة تواجه صعوبات في تلبية سقف توقعاتها العالية، إذ يرغب فريق التصميم لديها في أن يكون هاتف “آيفون فلب” بنصف نحافة نماذج هواتف آيفون الحالية وأن تكون شاشته الخارجية ظاهرة عند طي الجهاز، وفقا للتقرير.

كما ذكر التقرير أن آبل أوقفت تطوير هاتف “آيفون فلب” في عام 2020، وذلك بهدف التركيز على مشروع جديد، وهو جهاز آيباد قابل للطي. وقد يأتي هذا الجهاز بشاشة بحجم 8 بوصة ليكون بحجم جهاز آيباد ميني تقريبا، ومن المفترض أن يكون الجهاز اللوحي القابل للطي أقل صلابة وسماكة، لأنه لن يحتاج إلى وضعه في الجيوب مثل جهاز “آيفون فلب”.

وأشار تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ في عام 2021 إلى أن شركة آبل لديها بالفعل نموذج أولي عملي لشاشة آيفون قابلة للطي. ورغم أن هذا النموذج ليس نموذجا عمليا بعد، فإنه يمثل خطوة متقدمة مقارنة ببراءات الاختراع التي كانت كل ما شهدناه حينها من الشركة.

ففي فبراير/شباط عام 2019، كانت قد أودعت آبل براءات اختراع لدى هيئة براءات الاختراع والعلامات التجارية الأميركية أظهرت تصميمات مختلفة لهواتف قابلة للطي، وشمل بعضها شاشات داخلية كبيرة مع مفصلات أحادية، بينما كان هناك تصميم يتضمن مفصلتين و3 شاشات وأسلوب طي على شكل حرف “زد”. وفي مارس/آذار عام 2020، ظهرت براءة اختراع تظهر تفكير آبل في جهاز قابل للطي بشاشتين تفصل بينهما مفصلة واحدة.

وفي أبريل/نيسان عام 2022، أشار المحلل مين تشي كو بأن شركة آبل تختبر شاشة “أوليد” قابلة للطي.

وأشار تقرير، صدر في مايو/أيار الماضي، إلى أن آبل وقعت اتفاقا مع شركة “سامسونغ ديسبلاي” التي تورّد شاشات الهواتف لتصنيع هاتف قابل للطي.

وبالنسبة للبرمجيات ونظام التشغيل، سيعتمد الأمر على قرار الشركة في اختيار إطلاق أول جهاز قابل للطي كهاتف آيفون أو جهاز لوحي آيباد. فإذا كان هاتف آيفون، فيمكن أن نتوقع أن يأتي بأحدث نظام “آي أو إس” وقت الإصدار، ولكن مع قدرات إضافية تناسب الجهاز القابل للطي. أما إذا كان جهازا لوحيا، فيمكن أن نتوقع نفس الأمر ولكن بأحدث نظام تشغيل “آيباد أو إس” عند إصداره.

لماذا تأخرت آبل؟

ربما إحدى أكبر العقبات هي الانحناء المرئي في شاشة الهواتف القابلة للطي، ومن المفهوم أن شركة آبل، بمعاييرها المرتفعة المعروفة في التصميم تبحث عن وسائل للتخلص من هذه العقبة.

تُظهر الكثير من المواد الحالية للأغطية، ومنها مزيج الزجاج والبلاستيك الذي تستخدمه سامسونغ في جهازي زد فولد وزد فلب، ثنية مرئية عند فتح الجهاز بكامل حجمه. ولتجنب تلك المشكلة، من المرجح أن تنتظر شركة آبل أن تبتكر شركة “كورنينغ”، وهي الشركة المزودة لزجاج هواتف آيفون، نوعا من الإصدارات القابلة للانحناء من شاشتها “سيراميك شيلد”، وتعمل الشركة بالفعل على زجاج قابل للثني ولكنها لم تعلن عن موعد إطلاقه.

كما يمثل سعر هذه الأجهزة مشكلة كبيرة أخرى بالنسبة لآبل، لأن معظم الهواتف في هذه الفئة يبلغ سعرها ضعف سعر معظم الهواتف الرائدة.

لا يمكننا توقع أن يكون هاتف آيفون القابل للطي أرخص من منافسيه في السوق، إذ يجب أن يتماشى هاتف آبل القابل للطي مع الموديلات الحالية حتى يتمكن من منافسة العلامات التجارية الأخرى وإغراء مستخدمي آيفون بالتخلي عن أجهزتهم ذات الشاشة الواحدة ودفع المزيد مقابل هاتف قابل للطي.

وقد أظهر تقرير صدر العام الماضي أن نصف المستهلكين الأميركيين مهتمون بشراء هاتف قابل للطي، بالرغم من أن عملاء آبل أقل استعدادا للإقدام على هذه الخطوة مقارنة بمستخدمي هواتف سامسونغ أو إل جي. ولكن ربما سيغير تأثير آبل تلك الإحصائيات إذا أصدرت الشركة فعلا هاتف “آيفون فلب” خلال السنوات القادمة.

شاركها.
Exit mobile version