ضمن سعيها لحيازة مصادر جديدة للإيرادات، تعمل آبل على تطوير جهاز منزلي جديد يوضع على الطاولة ويملك ذراعًا روبوتية وشاشة عرض شبيهة بشاشة آيباد، كما أشار تقرير جديد لمارك غورمان في وكالة بلومبيرغ. ويعمل لدى الشركة الآن فريق يضم عدة مئات من الأشخاص لتطوير هذا الجهاز الجديد، وفقًا لأشخاص على اطّلاع بالأمر.
ويشير التقرير إلى أن هذا المنتج يعتمد على محركات تعمل على ميل الشاشة لأعلى وأسفل وتحريكها 360 درجة، ومن المفترض أن يوفر نسخة مطورة من المنتجات المنزلية المشابهة مثل جهاز “إيكو شو 10” الخاص بشركة أمازون.
وأضاف هؤلاء الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن المشروع لم يُعلن بعد، أن الجهاز يهدف إلى أن يعمل كمركز تحكم منزلي ذكي وجهاز اتصال بالفيديو وأداة أمن منزلي يمكن التحكم فيها عن بُعد. وأشاروا إلى أن هذا المشروع -الذي يحمل الاسم الكودي “جيه 595”- وافق عليه الفريق التنفيذي لآبل عام 2022، ولكن العمل عليه رسميا بدأ خلال الأشهر الأخيرة.
وتكمن الفكرة في أن يجري التحكم في هذا الجهاز المكتبي بالأساس بواسطة المساعد الرقمي “سيري” وميزات الذكاء الاصطناعي القادمة في منظومة “ذكاء آبل”.
وتعمل النماذج الحالية من الجهاز قيد الاختبار بنسخة مخصصة من نظام تشغيل أجهزة آيباد. وبإمكان الجهاز الاستجابة للأوامر مثل “انظر إليّ” وذلك بتغيير موضع الشاشة للتركيز على الشخص الذي ينطق هذه الكلمات، مثلاً أثناء مكالمة فيديو، كما يستطيع فهم الأصوات المختلفة وتعديل تركيزه وفقا لذلك، كما أشار التقرير.
مشروع جديد
ظل فريق آبل المختص بالتصميم الصناعي يبحث منذ سنوات في مفاهيم الروبوتات التي توضع على الطاولة، لكن لم تحظ الفكرة بالإجماع داخل الشركة، ومنها فريقا هندسة البرمجيات والتسويق.
وأبدى فريق التسويق في آبل قلقه من أن المستهلك لن يرغب في دفع ثمن مثل هذا المنتج. وفي نفس الوقت، كان كبار المسؤولين التنفيذيين في قسم هندسة البرمجيات يخشون من حجم العمالة التي يتطلبها تطوير البرمجيات اللازمة لمثل هذا الجهاز.
غير أن الرئيس التنفيذي تيم كوك يؤيد تطوير هذا الجهاز، بجانب جون تيرنوس رئيس قسم هندسة الأجهزة بالشركة، كما أشار التقرير.
وبحسب هؤلاء، قررت آبل الآن منح الأولوية لتطوير الجهاز وتستهدف طرحه للبيع للمرة الأولى بحلول عام 2026 أو 2027. وتسعى الشركة لخفض سعره إلى نحو ألف دولار، لكن مع انتظار سنوات قبل الإصدار المتوقع قد تتغير هذه الخطط نظريًا.
وفي دلالة على دعمها للمشروع، أسندت آبل المسؤولية إلى كيفن لينش، وهو أحد المسؤولين التنفيذيين المخضرمين الذي يشغل منصب نائب رئيس قسم التكنولوجيا، وكان يشرف على مشروع السيارة ذاتية القيادة، كما أشرف إلى وقت قريب على إنتاج ساعة آبل الذكية وجهود هندسة البرمجيات الصحية.
البحث عن النمو
يأتي هذا التحول إلى مجال الروبوتات في إطار سعي الشركة الأوسع لتعزيز المبيعات والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي ستصل إلى أجهزة آيفون وآيباد وماك هذا العام. كما تبحث آبل عن المزيد من مجالات النمو الجديدة بعد إيقاف مساعيها لتطوير سيارتها ذاتية القيادة في فترة سابقة من هذا العام، كما أشار تقرير بلومبيرغ.
وتعمل آبل أيضًا على نظارات الواقع المعزز، بالإضافة إلى استكشاف منتجات أقل قدرًا من التطلعات مثل النظارات الذكية التي قد تشبه نظارة ميتا راي بان، وهو منتج لا يرقى إلى مستوى تقديم تجربة واقع معزز حقيقية، ولكنه يتيح للمستخدم إجراء مكالمات هاتفية وتصوير الفيديو.
وبالإضافة إلى ذلك، تتطلع آبل إلى ابتكار نسخة من سماعات الأذن “إير بودز” التي تتضمن كاميرات، مما يتيح لها استشعار العالم الخارجي بصورة أفضل. كما أنها تعمل على آيباد ضخم قابل للطي، وهو جهاز قد لا يصل الأسواق حتى عام 2027 أو 2028 على أقل تقدير، وفقًا لأشخاص على دراية بهذه الجهود.
وتحصد آبل نصف إيراداتها السنوية تقريبًا من مبيعات هواتف آيفون، وكانت المبيعات قد تباطأت خلال الفترة الأخيرة. وتعتزم الشركة إطلاق سلسلة هواتفها الجديدة “آيفون 16” في سبتمبر/أيلول القادم، التي تتضمن كاميرات ومعالجات وشاشات أفضل. ولكن من غير المتوقع أن تؤدي الهواتف الجديدة إلى تحقيق النمو المنتظر، كما أشار تقرير بلومبيرغ.