ضم مؤتمر قمة الويب 2025 العديد من اللحظات المهمة في اليوم الأول من دورته، ولكن أبرزها كان صعود الممثل ورجل الأعلام الأميركي ويل سميث إلى خشبة المسرح في مقابلة مباشرة مع جاي شيتي مؤلف كتب من الأكثر مبيعا على مستوى العالم ومقدم بودكاست “أون بربوز” (On Purpose)، وقد دار الحوار حول مفهوم النجاح لدى ويل سميث ورحلته من الغناء إلى أدواره الناجحة للغاية في هوليود.
يذكر أن ويل سميث يملك شركة “ويست بروك” (Westbrook) وهي شركة إنتاج إعلامي، فضلا عن فريق “فيلادلفيا سفنيتي سيكسرز” (Philadelphia 76ers)، ويعد من أبرز رجال الأعمال في هوليود مع كونه نجم صف أول لشباك التذاكر.
لا تفقد إحساس الخوف
استهل ويل سميث حديثه عن رحلته في النجاح والانتقال من قطاع الموسيقى إلى التمثيل في برامج التلفاز ثم شاشات هوليود، وعن هذه الرحلة قال ويل سميث إنه في كل مرحلة كان يشعر بالخوف من الانتقال إلى نقطة جديدة وبداية رحلة جديدة، وهي التجربة الأشبه بفيلم “ذا بيرسوت أوف هابينس” (Pursuit of happiness) الذي قدمه منذ عدة سنوات.
وأضاف سميث أنه في كل مرة كان ينتقل من مرحلة إلى الأخرى كان يتخلى فيها عن عقلية النجاح الذي حققه في المرحلة السابقة، إذ كان يتخذ عقلية الطفل الذي يتعلم شيئا للمرة الأولى، وهذا يجبره أن يتساءل عن كل شيء ويتعلم كل ما له علاقة بالمجال الجديد من دون وجود أي قيود ناتجة عن الخبرات السابقة التي يملكها.
وقد أشار جاي شيتي إلى أن نصيحة ويل سميث هذه تتنافى مع العديد من النصائح الأخرى التي تظهر في مختلف المنصات حول الادعاء بمعرفة كل شيء فضلا عن امتلاك كافة المهارات اللازمة للقيام بكل شيء في كل مكان في العالم، إذ يرى ويل سميث أن مفتاح النجاح الحقيقي هو التساؤل عن كل شيء والإيقان بعدم المعرفة في الجوانب الجديدة.
مفهوم النجاح لدى ويل سميث
بدأت رحلة ويل سميث في مفهوم النجاح برغبة مستعرة للوصول إلى المركز الأول في كل ما يقوم به، ثم فعل كل ما يمكن من أجل الوصول إلى هذه المكانة والحفاظ عليها في كل ما يقوم به، وبعد وقت أصبح ويل سميث قادرا على النجاح في كل ما يفعله لأنه أدرك آلية النجاح.
ولكن لاحقا، تغيرت هذه الرغبة لتصبح رغبة ملحة في مساعدة كل من حوله، إذ وجد سعادته الحقيقية في مساعدة غيره على النجاح وتحقيق ذاتهم، أي أن نجاح ويل سميث لا يتضمن تحطيم المنافسين والتخلص منهم، وقد استشهد بنتيجة فيلمه “ذا بيرسوت أوف هابينس”؛ إذ كان يوقفه المتابعون في الشارع ليشكروه على الفيلم وعلى ما قدمه لهم، وهو ما مثل دافعا له من أجل تقديم المزيد من الأعمال التي تخاطب وتساعد كل من حوله.

التوازن بين الحياة الشخصية والعمل
تطرق ويل سميث للحديث عن التوازن بين الحياة الشخصية والعمل بسبب كونه من أكثر الأسئلة التي يتلقاها دوما، وبحسب ما يرى، فإن هذا التوازن سيكون مستحيلا من دون وجود مجموعة من القيم التي تتكيف مع محيطها سواء كان في العمل أو في المنزل والحياة الشخصية.
فمن غير المنطقي لويل سميث أن تمتلك عقلية النجاح في العمل ومحاولة الفوز على الجميع، لتعود إلى منزلك وتمارس العقلية ذاتها أثناء الاستمتاع بالألعاب المنزلية مع أفراد أسرتك، إذ يجب أن تركز دائما على الأشخاص المحيطين بك وتراعي وجودهم في حياتك حتى تتمكن من تحقيق التوازن الحقيقي بين الحياة الشخصية والعمل.
الأشخاص دوما في المرتبة الأولى
استرسل ويل سميث في أهمية الأفراد والأشخاص في حياته سواء كانوا في شركته أو محيطه أو حتى معجبيه، واستشهد بما يفعله المدير التنفيذي لشركته “ويست بروك”، إذ يبدأ الاجتماعات دوما بالسؤال عن الحالة النفسية لكل من يحضر الاجتماع معه.
وبدلا من وصف الحالة النفسية أو تبريرها، فإنه يلجأ لأسلوب أضواء المرور، إذ يطلب من الحضور أن يصنفوا مشاعرهم بين الأخضر والأصفر والأحمر، من دون تقديم أي مبرر، ثم يبدأ بالتعامل مع كل فرد بناء على حالته النفسية وتوجيه الحديث واللوم أو الشكر لكل شخص بناء على حالته النفسية.
وأكد ويل سميث أن هذه الطريقة تساعدهم في الشركة للنجاح وتقبل النقد بصدر رحب للغاية، وأشار إلى أنه شاهد بعض الأشخاص يستخدمون الآلية ذاتها مع أبنائهم في المنزل، وذلك من أجل التركيز على مشاعرهم من دون النظر إلى أسبابها.
وفي النهاية، اختتم ويل سميث حديثه بالتأكيد على أهمية دور الفرد في المجتمع، وأن هذا الدور كلما كان إيجابيا ويحقق مساعدة للآخرين، يصبح الفرد أكثر نجاحا.