تباينت آراء خبراء ومختصين حول جدوى مقاطعة منتجات الاحتلال الإسرائيلي وداعميه، ما بين فريق يرى أنها واجب وسلاح فعال، وآخر يراها غير مجدية وتضر بالاقتصادات المحلية.
وانقسم المشاركون في النقاش الذي استضافه برنامج “باب حوار” حول فرضية أساسية مفادها أن “المقاطعة لم تردع الاحتلال ولن تحرر فلسطين”، في جدل كشف عن عمق الخلافات حول هذه القضية المحورية.
واستعرضت حلقة (2025/6/29) من برنامج “باب حوار” هذه الفرضية مع خبراء ومختصين، حيث مُنح كل مشارك 45 ثانية للتعليق على هذه الفرضية، مع استخدام الضوء الأخضر لإبداء الموافقة أو الأحمر للاعتراض.
ومن جانب المتشككين في فعالية المقاطعة، أكد الصحفي محمد ثابت أن المقاطعة لم تردع الاحتلال ولن تحرر فلسطين، مشيرا إلى أن الكيان الإسرائيلي لن يزول من غزة إلا عندما يتوافق الفلسطينيون مع بعضهم بعضا ويكون هناك قرار سياسي موحد.
وفي السياق نفسه، انتقد الباحث والمنتج الإعلامي إلياس العمري المقاطعة الحالية لكونها غير منظمة وليس لديها هيكل وليست لديها أهداف واضحة، مقارنا إياها بتجربة جنوب أفريقيا التي كانت تضم “هيئة رسمية” و”لجنة أممية” دعت عام 1976 إلى مقاطعة شاملة تشمل جميع الجوانب سواء كانت ثقافية أو رياضية.
التأثير الفعلي
وفي السياق نفسه، شككت الناشطة المجتمعية هيلدا عجيلات في التأثير الفعلي للمقاطعة، بأن المقاطعة لو كانت تؤثر فعلاً أو كان تأثيرها 50% على وقف النزيف والدماء، لكان العالم كله قد وقف مع المقاطعة.
وأضافت أن المقاطعة لم تجبر الحكومات الداعمة للاحتلال على تغيير مواقفها، بل بالعكس تضررت الدول التي صارت فيها المقاطعة وليس الدول التي نطالب بمقاطعتها.
وعلى الجانب المؤيد للمقاطعة، استشهدت الكاتبة والناشطة الحقوقية زينب خليل الجلفي بتجربة جنوب أفريقيا، مؤكدة أن المساهم الأساسي كان المقاطعة الدولية العالمية للمنتجات، وتحررت جنوب أفريقيا وغيرت سياسات وأزالت الاحتلال وأزالت الأبارتايد.
ووصفت الحجج المضادة بأنها “حجة من لا يريد أن يتحرك ويعجبه التخاذل والعجز”.
وفي موقف متقارب، دافع صانع المحتوى هاني خندقجي عن المقاطعة من منطلق أخلاقي، معتبرا أن الفرضية المطروحة “ناقصة أو خاطئة” لأنها تربط المقاطعة بوقف الحرب.
وأوضح أن المقاطعة ليست مرتبطة بإيقاف الحرب، وأن الفرد غير مسؤول عن إيقاف الحرب، ولكنه مسؤول عن ماله أين ينفقه؟
بينما قدمت الإعلامية وصال رؤية مغايرة، وانتقدت “المغالطة المنطقية” في ربط المقاطعة مباشرة بوقف الحرب.
وأكدت أن المقاطعة هي سلوك وشكل من أشكال المقاومة، مشيرة إلى أنه عبر التاريخ، لا يمكن للاحتلال أن يزول إلا عن طريق مقاومة مسلحة وأيضا جهود موازية من بينها جهود دبلوماسية، ولكن المقاطعة الاقتصادية شكل من أشكال المقاومة.