قالت الأمم المتحدة إن إسرائيل تواصل منذ أشهر منع إدخال الخيام إلى قطاع غزة رغم أوامر الإخلاء الصادرة للمدنيين، خاصة بمدينة غزة، في ظل استمرار الحرب والحصار.
وأوضح ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، خلال إحاطة صحفية في جنيف، أن إسرائيل تمنع دخول الخيام إلى القطاع الفلسطيني منذ 5 أشهر، وخلال هذه الفترة نزح أكثر من 700 ألف شخص مرات عدة.
وأشار لايركه إلى أن النازحين كثيرا ما يضطرون لترك خيامهم عند التنقل المتكرر دون فرصة لحملها معهم، مما يجعلهم يتعرضون للتهجير مرة بعد أخرى.
وأضاف أن الإجراءات الإسرائيلية حالت دون تغيير هذا الواقع، إذ ما زالت السلطات ترفض السماح بدخول الخيام، مبررة المنع بوصفها “ذات استخدام مزدوج”، حيث تدعي إمكانية استخدامها لأغراض عسكرية بسبب أوتادها. ويشير إلى وجود “إجراءات بيروقراطية إضافية تبدو مصممة لإبطاء دخول المساعدات، لا لتسهيلها”.
وفي سياق متصل، قال مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن إسرائيل ترسل الفلسطينيين إلى مناطق تتعرض للقصف والغارات.
وأوضح المتحدث باسم المكتب ثمين الخيطان أن أوامر صدرت “لمئات الآلاف” من سكان غزة بالتوجه جنوبا إلى منطقة المواصي التي تتعرض أيضا للقصف، وأن الفلسطينيين هناك لا يحصلون إلا على القليل من الخدمات والإمدادات الأساسية، بما فيها الغذاء والماء والكهرباء والخيام.
وأشار المكتب إلى أن خطر المجاعة يهدد كل أنحاء قطاع غزة، موضحا أن ذلك “نتيجة مباشرة لسياسة الحكومة الإسرائيلية بمنع إدخال المساعدات الإنسانية”، وأن ما يدخل من مساعدات في الأسابيع الأخيرة يبقى أقل بكثير من المستوى المطلوب لتجنب مجاعة واسعة النطاق.
وبدأت “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي منظمة تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة، توزيع مساعدات في القطاع أواخر مايو/أيار مع بدء إسرائيل تخفيف الحصار بعد أكثر من شهرين من التشديد، مما فاقم نقص المواد الغذائية.
وقال الخيطان إن الحصول على الإمدادات الضئيلة المتاحة “قد يكون مسعى مميتا”، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة وثقت مقتل 1857 فلسطينيا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام منذ 27 مايو/أيار وحتى 17 أغسطس/آب، منهم 1021 استشهدوا قرب مواقع توزيع مؤسسة غزة الإنسانية و836 قتلوا على طرق شاحنات الإمداد، وأضاف أن معظم عمليات القتل “يبدو أن الجيش الإسرائيلي ارتكبها”.