وصف الخبير العسكري اللواء فايز الدويري الهجوم الذي نفذته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- جنوب شرقي مدينة خان يونس (جنوبي قطاع غزة) بالنوعي، ولا تنفذه سوى الوحدات الخاصة في الجيوش العالمية.

وأوضح الدويري -خلال فقرة التحليل العسكري على الجزيرة- أن هجوم القسام ليس كمينا أو إغارة بل عملية هجومية مركبة خاصة تنفذها الوحدات الخاصة في الجيوش العالمية بحجم فصيل (بين 30 و33 جنديا)، مقابل عدد أقل في حالة التنظيمات المسلحة (15 إلى 20 مقاتلا).

وتقسم المجموعة المهاجمة إلى مجموعات صغيرة، تتقدمها مجموعة الاقتحام الأساسية وتضم مجموعات متخصصة بالتعامل مع الأسلحة الرشاشة وأخرى مع العبوات الناسفة (شواظ) وثالثة خاصة بالقناصين، إلى جانب المجموعة المتخصصة بالأسر.

كما تبرز مجموعة قطع النجدات (الإسناد) -حسب الدويري- من خلال قصف المكان المستهدف بقذائف الهاون لمنع وصول القوات المساندة، إلى جانب مجموعة تغطية وتأمين الانسحاب ونقل الشهداء والجرحى، فضلا عن مجموعة متخصصة باستهداف المباني في حال هروب القوات المقابلة.

وبشأن تداعيات الهجوم، يقول الخبير العسكري، إن المجموعة المهاجمة -في حال وفقت بأسر جنود- كانت ستحدث هزة كبيرة داخل إسرائيل، إذ سيتصاعد الغضب بعد زيادة عدد الأسرى الأحياء في غزة والتساؤل عن جدوى العمليات العسكرية بعد فشلها في استعادة الأسرى المحتجزين.

ووفق الدويري، فإن تدخل سلاح الجو الإسرائيلي يندرج في سياق التطبيق المباشر لقانون “هانيبال”، خاصة أنه يستهدف القوات المهاجمة التي اقتربت إلى مسافة صفر، مما يعني استهداف المنطقة بأكملها التي تدور فيها العمليات والاشتباكات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كتائب القسام -عبر قناتها على تليغرام- أنها تمكنت “صباح اليوم من الإغارة على موقع مستحدث للعدو جنوب شرقي خان يونس قسامية قوامها فصيل مشاة”.

واستهدف مقاتلو القسام الموقع وعددا من دبابات الحراسة من نوع “ميركافا 4″ بعدد من عبوات الشواظ وعبوات العمل الفدائي وقذائف “الياسين 105″، كما استهدفوا عددا من المنازل التي يتحصن بداخلها جنود الاحتلال وتثبيتها بـ6 قذائف مضادة للتحصينات والأفراد ونيران الأسلحة الرشاشة.

ووفق القسام، فإن عددا من مقاتليها اقتحموا المنازل وأجهزوا على عدد من جنود الاحتلال بداخلها من المسافة صفر بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وتمكنوا أيضا من قنص قائد دبابة “ميركافا 4” وإصابته إصابة قاتلة.

وذكرت أن عناصرها دكوا المواقع المحيطة بمكان العملية بعدد من قذائف الهاون لقطع النجدات، ودكوا موقع العملية بعدد من قذائف الهاون لتأمين انسحابهم من المكان.

وأكدت أنه وفور وصول قوة الإنقاذ فجّر استشهادي نفسه في الجنود وأوقعهم قتلى وجرحى، مشيرة إلى أن الهجوم استمر ساعات، وأن مقاتليها رصدوا هبوط طائرات مروحية للإجلاء.

في السياق ذاته، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن 14 مسلحا فلسطينيا اخترقوا فجأة الدفاعات الإسرائيلية وهاجموا موقعا للجيش في خان يونس وأصابوا جنديين في اشتباكات، في حين وصفت إذاعة الجيش الإسرائيلي الهجوم بحادثة استثنائية.

وقبل يومين، بثت القسام تسجيلا مصورا يظهر تصدي مقاتليها للقوات الإسرائيلية والآليات العسكرية في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، وظهر خلاله قائد ميداني في وحدة النخبة، مؤكدا وجود المقاومين أمام وخلف قوات الاحتلال.

شاركها.
Exit mobile version