الهزيمة في عالم كرة القدم أمر وارد ومن المسلّمات المعروفة في منافساتها، ويجب تقبّلها بروح رياضية، خاصة إذا كان الفريق المهزوم قد قدّم كل ما لديه، لكن خانته الظروف أو غاب عنه التوفيق والحظ. عندها، لا شك أنك تلتمس العذر للمدرب واللاعبين والإدارة، وتكتب كناقد رياضي منصف: ما قصّرتم.. معذورين.
– ما شاهدته في مباراة السوبر التي أُقيمت عصر الثلاثاء الماضي بين الاتحاد والنصر، وما ظهر به فريق بنزيما ورفاقه من حالٍ مزرٍ وهزيل للغاية، أمر لا يمكن أن تجد له أي عذر أو تبحث له عن مبرر مقنع يدعوك إلى «غضّ الطرف» وتمرير هذه الخسارة.
– بصراحة، ما حدث في هذه المباراة «مهزلة تاريخية» السكوت عليها جريمة لا تُغتفر في حق نادٍ كبير له اسمه وتاريخه العريق. بل أستطيع القول إنها- بكل ما تحمله الكلمة من معنى- أمّ المهازل، والشواهد واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار.
– ما شاهدته من كل الزوايا أكبر بكثير من مجرد خسارة، وأكبر من فوارق فنية فرضت «الفارق»، وأكبر من القول إن الفريق لم يكن في يومه، وأكبر من مبرر أنها أول مباراة في الموسم لا يجوز الحكم منها على فريق لم تكتمل جاهزيته. فالواقع أن الاتحاد قبل المباراة كان يعاني من حالات «تسيّب» إداري وفني، وأعني ما أقول.
-هذا «التسيّب» يتحمّل مسؤوليته أولاً الجهازان الإداري والفني معاً. وهو ما يفسّر الاستهتار واللامبالاة التي ظهر بها قائد الفريق وزملاؤه، إضافة إلى مدرب حضوره كغيابه «لا يهشّ ولا ينشّ». النتيجة الطبيعية لذلك كانت فشلاً ذريعاً لمعسكر افتقد بالدرجة الأولى إلى الانضباطية. والدليل: اللياقة البدنية السيئة والمنهارة للاعبين، فضلاً عن غياب الحافز النفسي والمعنوي للفوز.
وهنا أربعة شواهد تؤكد ذلك:
1- لم يُحسن اللاعبون استغلال طرد لاعب نصراوي عند الدقيقة 25 من الشوط الأول، بل ظهروا بعدها أكثر سوءاً.
2- غابت الروح القتالية لتعديل النتيجة، وحضرت روح انهزامية مستسلمة لخسارة بطولة «سهلة».
3- المدرب ظلّ متفرجاً على فريقه المتهالك دون أي تدخل، ولم يُجرِ تغييراته إلا قبل سبع دقائق من النهاية، وكأنّه يبحث عن الهزيمة! فضلاً عن اللعب بلا طريقة واضحة ولا تكتيك.
4- كريم بنزيما- وما أدراك ما بنزيما- أعاد للأذهان بدايته السيئة مع الاتحاد. إضاعة فرص سهلة، فقدان تركيز، غياب تام لدوره قائداً للفريق أو «مدرباً خفيّاً» كما ظهر الموسم الماضي. لم نرَ له أي تعليمات أو تدخلات في ظل دفاع مرتبك وظهير ممر سهل للنصراويين، وصديق مفضل (حسام عوار) بلا أي حضور جعل الاتحاد وكأنه يلعب ناقصاً.
– حالات «التسيّب» هذه لا تُعفي بأي حال الرئيس التنفيذي دومينغوس سواريز والمدير الرياضي رامون بلينز من المسؤولية. فأين كانت متابعاتكما للمعسكر وما بعده؟ لو كان لكما حضور قوي واهتمام كما عهدناكما، لما شاهدنا هذا الفريق المتهالك المنهار فنيّاً ومعنويّاً.
– أما رئيس الاتحاد، المهندس فهد سندي:
كن حذراً أولاً، وثانياً الجماهير تنتظر منك موقفاً حازماً كقائد وضعت فيه كامل ثقتها، وفي خبرتك الإدارية.
أخبار ذات صلة