أثار توسيع روسيا وكوريا الشمالية نطاق تعاونهما العسكري والسياسي تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تباينت الآراء بين من يرى فيه تحالف مصالح طبيعيا ومن يعتبره مغامرة خطرة.

وتسارعت وتيرة التقارب بين البلدين النوويين المعاقبيْن دوليا، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بيونغ يانغ هذا الأسبوع، حيث التقى الزعيم كيم جونغ أون ووزيرة خارجيته.

وخلال الزيارة، ناقش الطرفان تعزيز العلاقات، وتعهدا بالتعاون لحماية سلامة أراضيهما، في أجواء وصفتها وكالة أنباء كوريا الشمالية بأنها “مليئة بالثقة والرفقة الدافئة”.

وحذر لافروف من إساءة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان استخدام العلاقات بينها لبناء تحالفات موجّهة ضد أي طرف، بما في ذلك كوريا الشمالية وروسيا، مؤكدا ضرورة التصدي لهذه المحاولات.

ومن جانبه تعهد كيم بمواصلة الدعم غير المشروط لروسيا الاتحادية وسياساتها الخارجية، في إشارة واضحة إلى استمرار التحالف الإستراتيجي بين البلدين في مواجهة الضغوط الغربية.

وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أن 40% من ذخائر روسيا في حربها على أوكرانيا تأتي من كوريا الشمالية، وأن 12 مليون قذيفة مدفعية من عيار 152 ملم أُرسلت إلى موسكو.

كما أن نحو 28 ألف حاوية أسلحة وذخائر وصلت إلى روسيا من كوريا الشمالية، بينما قُتل نحو 600 جندي كوري شمالي وأصيب الآلاف أثناء القتال إلى جانب القوات الروسية.

وشكر لافروف الجنود الكوريين الشماليين ووصفهم بالأبطال لمساهمتهم في مساعدة روسيا، مما يعكس عمق التعاون العسكري بين البلدين في الصراع الدائر في أوكرانيا.

تفاعلات متباينة

ورصد برنامج “شبكات” جانبا من تفاعلات المغردين مع تصريحات لافروف وزعيم كوريا الشمالية، ومنها ما كتبه جمال “كوريا الشمالية تجد في روسيا سندا سياسيا واقتصاديا، بينما ترى موسكو في بيونغ يانغ شريكا يخفف من عزلتها. التحالف بينهما مرشح للتوسع”.

وهو الأمر الذي اتفق معه هيون حيث كتب “تحالف روسيا وكوريا الشمالية ليس مجرد تعاون عسكري، بل هو تحالف مصالح يجمع دولتين تواجهان ضغوطا غربية مشتركة.. من الطبيعي أن تتقاربا أكثر كلما اشتدت العقوبات”.

وفي المقابل، غرد حكيم “تقارب روسيا وكوريا الشمالية مغامرة محفوفة بالمخاطر، قد يحقق مصالح آنية للطرفين لكنه يفاقم عزلتهما ويزيد المخاوف من انتشار تكنولوجيا نووية وصاروخية غير محسوبة العواقب”.

بينما علق أحمد هشام “الغرب يظن أن عزل كوريا الشمالية سيتركها وحيدة فإذا بها تجد في روسيا حليفا يغدقها بالأموال والتكنولوجيا والرحلات الجوية ووعود السياحة”.

وقد امتد التعاون إلى القطاع السياحي، حيث اتجه لافروف إلى كالما في مدينة وونسان، وهو منتجع سياحي ضخم يتسع لحوالي 20 ألف شخص.

ووصف لافروف وونسان بأنها وجهة سياحية جيدة، ووعد بتسيير رحلات جوية منتظمة بمعدل مرتين أسبوعيا بين موسكو وبيونغ يانغ، وبتسهيل إجراءات السفر للروس.

وأعرب عن أمله في أن تحظى هذه الوجهة بشعبية لدى الروس، مما يفتح آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي والسياحي بين البلدين رغم العقوبات الدولية المفروضة عليهما.

شاركها.
Exit mobile version