افتتاح سد النهضة: تحليل اقتصادي وتأثيرات إقليمية

أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، رسمياً بدء العمل في سد النهضة بعد اكتمال أعمال البناء. يأتي هذا الإعلان في ظل استمرار الخلاف بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى حول تأثير السد على موارد المياه الإقليمية.

التأكيد على عدم التهديد

أكد آبي أحمد أن السد لا يشكل تهديداً لجيرانه، موضحاً أن إثيوبيا تستخدم موارد النهر بشكل محدود دون المساس بحقوق الآخرين. هذه التصريحات تأتي في سياق محاولات تهدئة المخاوف المصرية والسودانية بشأن تأثير السد على تدفق مياه النيل.

الأرقام والموارد المائية

تعتمد مصر بشكل شبه كامل على مياه نهر النيل، حيث تبلغ مواردها المائية نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، يأتي معظمها من النيل (55.5 مليار متر مكعب). أما السودان فتقدر موارده المائية بنحو 38 مليار متر مكعب سنوياً، منها 18.5 مليار من النيل الأزرق.

هذه الأرقام تعكس الاعتماد الكبير لدول المصب على مياه النيل كمصدر رئيسي للمياه العذبة، مما يفسر القلق المتزايد بشأن أي تغييرات محتملة في تدفق المياه نتيجة لعمليات ملء وتشغيل سد النهضة.

طموحات التنمية الاقتصادية لإثيوبيا

تعتبر إثيوبيا سد النهضة مشروعاً حيوياً لتحقيق طموحاتها التنموية. بتكلفة تصل إلى خمسة مليارات دولار وقدرة توليد طاقة تصل إلى 5150 ميغاوات عند اكتماله، يمثل السد خطوة كبيرة نحو تحسين البنية التحتية للطاقة في البلاد وتوسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء للسكان البالغ عددهم 120 مليون نسمة.

كما تسعى إثيوبيا لتصدير فائض الطاقة إلى دول المنطقة، مما يعزز دورها الاقتصادي ويزيد من نفوذها الإقليمي. يُذكر أن البنك المركزي الإثيوبي قد مول حوالي 91 من تكلفة المشروع، مما يعكس التزام الحكومة الإثيوبية بتحقيق الاكتفاء الذاتي في تمويل مشروعات التنمية الكبرى.

التوقعات المستقبلية والتأثيرات الإقليمية

على الصعيد المحلي:

  • من المتوقع أن يسهم السد بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الإثيوبي عبر توفير الطاقة الكهربائية اللازمة لدعم الصناعات المحلية وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

  • قد يؤدي ذلك أيضاً إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة نتيجة لتحسن البنية التحتية للطاقة.

على الصعيد الإقليمي:

  • قد تستمر التوترات بين دول حوض النيل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقيات واضحة تضمن حقوق جميع الأطراف المعنية بمياه النهر.

  • يمكن أن يؤدي التعاون المثمر بين الدول الثلاث إلى تحقيق فوائد اقتصادية مشتركة عبر مشاريع تنموية إقليمية متكاملة تعتمد على الطاقة المتجددة والمياه المشتركة.

الخلاصة

يمثل افتتاح سد النهضة خطوة استراتيجية لإثيوبيا نحو تحقيق النمو الاقتصادي المستدام وتعزيز مكانتها الإقليمية. ومع ذلك، يبقى الحوار الدبلوماسي والتعاون الدولي ضرورياً لضمان توزيع عادل ومستدام لموارد المياه المشتركة بين دول حوض النيل بما يحقق مصالح الجميع ويجنب المنطقة نزاعات مائية مستقبلية قد تؤثر سلباً على استقرارها الاقتصادي والسياسي.

The post إثيوبيا تحتفل بتدشين سد النهضة رسمياً appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
Exit mobile version