شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن الجماعات الإرهابية المنتشرة داخل الأراضي السورية تُشكّل تهديدًا بالغ الخطورة لأمن المنطقة واستقرارها، مؤكّدًا في الوقت ذاته أن الحفاظ على وحدة وسيادة سوريا يمثل بالنسبة لأنقرة مسألة جوهرية لا تحتمل المساومة.
وفي تصريحات له اليوم الأربعاء، وصف أردوغان الطرح المتعلق بإقامة كيان فيدرالي داخل سوريا بأنه “مجرد وهم”، مؤكدًا ضرورة توحيد جميع القوى المسلحة تحت إشراف وزارة الدفاع السورية، بما يُسهم في استعادة سلطة الدولة وإنهاء مظاهر الفوضى والانقسام.
وكان الرئيس التركي قد جدّد، في وقت سابق، موقف بلاده الرافض لأي تحرّك يهدد استقرار سوريا أو يدفع بها نحو التفكك، مشيرًا إلى أن أنقرة لن تلتزم الحياد إزاء محاولات العبث بوحدة البلاد، وستقف بحزم إلى جانب الحكومة السورية في مواجهة مشاريع التقسيم وإثارة الفتن.
وأضاف أردوغان: “نرفض بشكل قاطع استخدام ذريعة مكافحة الإرهاب لتبرير تقسيم سوريا، وأي محاولة لبثّ الفوضى ستُقابل بردّ قوي وحاسم من تركيا”، محذرًا من أن بعض الأطراف تسعى لاختبار حدود الصبر التركي في الملف السوري.
واعتبر الرئيس التركي أن ما تقوم به إسرائيل في سوريا يُعد استفزازًا سافرًا لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال، محذرًا من أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي محاولات لدفع سوريا نحو مستنقع جديد من الفوضى وعدم الاستقرار. وأكد أن تركيا ستعبّر عن موقفها عبر ردود فعل متعدّدة وبأساليب مختلفة، دفاعًا عن استقرار المنطقة ووحدة سوريا.
بدوره، دعا مفتي سوريا الشيخ أسامة الرفاعي السوريين إلى التمسك بروح المسؤولية الوطنية، مؤكدًا أن دماء جميع السوريين محرّمة، وأن الفتن لا تميّز في نيرانها بين أحد، بل تحصد الجميع بلا استثناء. وشدّد على ضرورة رفض دعوات الثأر والانتقام، مشيرًا إلى أن إطفاء الفتنة هو السبيل الوحيد لحقن الدماء وحماية الوطن من الانزلاق نحو المجهول، داعيًا إلى ترك المجال للعدالة كي تأخذ مجراها بعيدًا عن منطق الانتقام وردّات الفعل.