بقلم:&nbspيورو نيوز

نشرت في

اعلان

ووفقًا للتحقيق، تنخرط أعداد كبيرة من المراهقين الروس في مسابقات تقنية تبدأ بلعبة فيديو تُدعى “بيرلوغا”، أُطلقت عام 2022، حيث يُطلب من “دببة ذكية” الدفاع عن نفسها من هجمات نحل عدائي باستخدام مسيّرات. ويمنح التفوق في هذه اللعبة الطلاب نقاطًا إضافية في امتحاناتهم الثانوية، ما يشجع على الإقبال الكثيف عليها.

لكن المسار لا ينتهي عند الترفيه، إذ ينتقل المتميزون من اللعبة إلى مسابقات متقدمة مثل “التحديات الكبرى”، التي تستهدف البحث عن طلاب مدارس موهوبين وتوجيههم للعمل في شركات روسية، بعضها مدرج على قوائم العقوبات الدولية لتورطها في الصناعات العسكرية.

وأكد مراهقون شاركوا في هذه البرامج أنهم كانوا يدركون تمامًا أن المشاريع التي يعملون عليها ذات تطبيقات عسكرية، لكن طُلب منهم الإدعاء بأنها لأغراض مدنية. وقال أحدهم: “كان يُحظر علينا التصريح بأن الهدف حربي، فكنا نبتكر تطبيقات مدنية لكل مشروع. هذا قانون غير مكتوب، لكنه معروف في كل المسابقات”.

ويأتي هذا في وقت يشهد فيه ميدان المعركة بين روسيا وأوكرانيا سباقًا متسارعًا في تطوير تقنيات الطائرات المسيّرة، خصوصًا الأنواع الصغيرة من طراز FPV التي تُستخدم في الهجمات الدقيقة على الخطوط الأمامية، إلى جانب الطائرات طويلة المدى التي تُستعمل لقصف أهداف خلفية.

وفي خطوة أثارت جدلًا واسعًا، عرضت قناة “زفيزدا” التابعة للجيش الروسي فيلمًا وثائقيًا يُظهر مراهقين يعملون داخل مصنع لإنتاج مسيّرات “غيران-2” الانتحارية، والواقع في مدينة ألابوغا بجمهورية تتارستان. وقد أظهرت اللقطات المئات من هذه المسيّرات مصطفة في خطوط إنتاج منظمة، مع تعمّد طمس وجوه العاملين الأطفال، الذين وُصف بعضهم بأنهم طلاب تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عامًا جرى تدريبهم داخل كلية مجاورة.

وتُعتبر “غيران-2” نسخة روسية معدّلة من طائرة إيرانية الصنع، بمدى يصل إلى نحو 1600 كيلومتر. وتؤكد موسكو أنها تستهدف بها البنية التحتية العسكرية والطاقة في أوكرانيا، لكن توثيق إصابات في مناطق مدنية وسكنية أصبح أمرًا متكررًا.

وعلى الرغم من أن تشغيل الأطفال في منشآت عسكرية يُعد انتهاكًا صريحًا للاتفاقيات والمعاهدات الدولية، فإن التحقيق أورد شهادات مراهقين قالوا إنهم شاركوا في عمليات تدريب الجنود على استخدام المسيّرات داخل منشآت حكومية، بعضهم بعمر لا يتجاوز 13 عامًا.

ومن أجل الحصول على هذه الشهادات، تظاهر صحفيون يعملون مع ذا إنسايدر بأنهم تابعون لوسائل إعلام رسمية روسية، في ظل تجريم الصحافة المستقلة داخل البلاد منذ بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022، الأمر الذي دفع الغالبية العظمى من الصحفيين المستقلين إلى المنفى.

شاركها.
Exit mobile version