بيزنس الأربعاء 12:52 م

بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” في تحليل نشرته بتاريخ 19 آب/أغسطس 2025 إن إيران تجد نفسها أمام “معضلة استراتيجية” بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والتي انتهت في 24 حزيران/يونيو. الحرب، التي شاركت فيها أيضًا القوات الجوية الأميركية، “كبّدت طهران خسائر كبيرة، إذ أعادت برنامجها النووي إلى الوراء نحو عامين، وقيّدت قدراتها الصاروخية، وأدت إلى مقتل عدد من أبرز قادتها العسكريين والاستخباراتيين”.

فقدان أوراق الضغط التقليدية

بحسب التحليل، ردّت إيران على نتائج الحرب بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ورفض التعاون معهم لأكثر من شهر، كما امتنعت عن التفاوض مع الولايات المتحدة، مكتفية بفتح قنوات محدودة مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا. إلا أن هذه المحادثات لم تتناول جوهر الأزمة المتمثلة في فقدان طهران لكثير من أوراقها التفاوضية. ورغم محاولتها الإيحاء بأنها لم تتأثر، كانت الجمهورية الإسلامية تطالب بـ”تعويضات” عن الحرب.

الدول الأوروبية الثلاث غيّرت بدورها نهجها تجاه طهران، إذ لوّحت بفرض إعادة شاملة للعقوبات الدولية (سناب باك) بحلول 29 آب/أغسطس إذا لم تقدّم إيران تنازلات ملموسة. ويصف التحليل هذا الوضع بأنه “كش ملك” لإيران، لأنها فقدت وسيلتها التقليدية في مواجهة الضغوط عبر زيادة أجهزة الطرد المركزي وتخصيب المزيد من اليورانيوم.

“خيارات محدودة”

أشار التقرير إلى أن إسرائيل ألحقت دمارًا واسعًا بالبنية التحتية النووية الإيرانية، وأن طهران ما زالت تعاني من ضعف أنظمتها الدفاعية الجوية. واستعادة قدراتها النووية ستحتاج إلى أشهر وربما سنوات، ولن تتعدى “خطوات صغيرة”، في ظل توقعات بأن إسرائيل قد تعاود الضربات قبل اقتراب إيران من عتبة السلاح النووي.

التحليل لفت أيضًا إلى أن تهديد إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي لم يعد يملك الثقل نفسه بعد الحرب، نظرًا لحالة برنامجها النووي. وبالتالي، فإن أمام طهران خيارين: إما التنازل عبر وقف أنشطة التخصيب لفترة محددة، أو القبول بالعرض الأوروبي المؤقت الذي يقضي بتمديد آلية “السناب باك” ستة أشهر إضافية حتى نيسان/أبريل 2026.

حسابات سياسية داخلية

يرى كاتب التحليل أن هذا العرض قد يعني تجميدًا غير معلن للتخصيب لعدة أشهر، لكن إيران في الواقع عاجزة عن مواصلة التخصيب بوتيرة سابقة وهي “تزيل الركام”. غير أن المتشددين داخل النظام سيرفضون ما يعتبرونه “مكافأة” لإسرائيل والغرب بعد الضربات، كما قد يتحفظون على إبقاء ورقة “السناب باك” بيد الغرب لجولة جديدة من المفاوضات.

وفي ظل مقتل معظم القيادات العسكرية والاستخباراتية التي كانت تحثّ المرشد الأعلى علي خامنئي على التشدد، يعتقد التحليل أن الأخير قد يميل إلى الإصغاء للتيار “البراغماتي” الذي يقوده الرئيس مسعود پزشكيان، والذي يرى أن المفاوضات هي الخيار الوحيد لتجنب حرب جديدة وربما استهداف مباشر لرموز النظام.

“كأس السم” من جديد

يخلص التحليل إلى أن خامنئي أمام خيارين: إما أن “يشرب كأس السم” المتمثل في تقديم تنازلات دبلوماسية – في استعارة لعبارة أطلقها سلفه روح الله الخميني عام 1988 عند توقيع اتفاق إنهاء الحرب مع العراق – أو أن يواجه ضربات عسكرية جديدة، قد تكون هذه المرة موجهة إليه شخصيًا.

شاركها.
Exit mobile version