بقلم: يورو نيوز
نشرت في
اعلان
ووفقاً للمصدر، فإن المحاكمة تأتي على خلفية تلقي داتي مبالغ بلغت 900 ألف يورو بين عامي 2010 و2012 كأتعاب قانونية من شركة تابعة لمجموعة رينو-نيسان ومقرها هولندا، دون أن تؤدي خدمات حقيقية تبرر هذه المدفوعات، خلال فترة عضويتها في البرلمان الأوروبي بين عامي 2009 و2019.
ويتهمها المحققون بأنها ربما مارست أنشطة ضغط محظورة لصالح مجموعة السيارات داخل البرلمان الأوروبي، وهو ما يخالف قواعد السلوك النيابية.
داتي، البالغة من العمر 59 عامًا، والتي كانت تأمل الترشح لرئاسة بلدية باريس في انتخابات الربيع المقبل، نفت مراراً التهم الموجهة إليها، وحاولت دون جدوى إسقاطها عبر القنوات القانونية.
وكانت داتي قد عادت إلى الساحة السياسية من باب الحكومة، بتعيينها المفاجئ كوزيرة للثقافة العام الماضي في حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون خلال ولايته الثانية، رغم أنها كانت آنذاك متهمة رسميًا في القضية.
ولم تمر هذه العودة مرور الكرام، إذ اعتبر أوليفييه فور، زعيم الحزب الاشتراكي، أن تعيين داتي “يبعث برسالة سيئة” ويتعارض مع تعهدات ماكرون ببناء “جمهورية مثالية”.
وفي سياق موازٍ، كشف المصدر القضائي أن كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي السابق لتحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي، سيكون أيضًا ضمن المتهمين في نفس الملف. غصن، الذي يعيش في لبنان منذ فراره المثير من اليابان في نهاية عام 2019، نفى التهم الموجهة إليه. وكان قد اعتُقل في اليابان في نوفمبر 2018 بتهم تتعلق بسوء إدارة مالية، قبل أن يتم عزله من منصبه، ثم هرب من طوكيو مختبئًا في صندوق معدّات صوتية.
ومن المتوقع أن تُعقد جلسة تمهيدية في 29 سبتمبر لتحديد موعد المحاكمة، فيما رجّح مصدر مطّلع أن تُعقد بعد الانتخابات البلدية في باريس المقررة في مارس المقبل.
يُذكر أن رشيدة داتي كانت قد دخلت التاريخ في عام 2007 عندما أصبحت أول امرأة مسلمة تتقلد منصبًا وزاريًا رفيعًا في فرنسا، حيث عُيّنت وزيرة للعدل في حكومة الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي. وقد قالت حينها إن نشأتها في حي شعبي على أطراف مدينة شالون سور سون بمنطقة بورغوندي منحتها فهماً أعمق لتطلعات المواطن الفرنسي.
أما ساركوزي، فقد وصف تعيينها بأنه رسالة لجميع أطفال فرنسا بأن “الجدارة والاجتهاد يجعل كل شيء ممكنًا”.
وبالإضافة إلى منصبها الوزاري، تشغل داتي منذ سنوات منصب رئيسة بلدية الدائرة السابعة في باريس، حيث عُرفت بانتقاداتها الحادة لعمدة باريس الاشتراكية آن هيدالغو.