بقلم: يورونيوز

نشرت في

اعلان

شن ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هجومًا عنيفًا على الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، إثر لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العاصمة السعودية الرياض، واصفًا اللقاء بـ”الانحدار”، ومتهماً رجل دمشق القوي بـ”التفريط بالشريعة مقابل الدعم الأميركي”.

وجاء الهجوم في افتتاحية العدد الأسبوعي الأخير من صحيفة “النبأ” الإلكترونية التابعة للتنظيم، حيث أكد داعش أن الصورة أصبحت “أكثر وضوحًا” بعد هذا اللقاء، مشيرًا إلى أن الخلاف مع الشرع لا يقتصر على التكتيك السياسي، بل هو “صراع بين التوحيد والشرك، والإسلام والديمقراطية”، مضيفًا أن هناك “من سيده محمد ومن سيده ترامب”، في تصريح استفزازي واضح.

كما اتهم التنظيم المتشدد الشرع باستبدال ما سماه “ملة إبراهيم” باتفاقيات “إبراهام”، مستنكرًا الاحتفاء باللقاء مع ترامب باعتباره “إنجازًا تاريخيًا”، ومشيرًا إلى أن هذا الحدث لم يكن ليتم لولا “المليارات السعودية والقطرية، والتعهدات التركية التي أقنعت ترامب بأن يخصص وقتًا للقاء الشرع ومنحه فرصة عظيمة”، بينما وصف الشرع بأنه يملك فقط “هوسًا بالسلطة”.

دعوة للانشقاق عن الشرع

وفي تطور خطير، وجه التنظيم دعوة مباشرة للمقاتلين الأجانب المنضوين تحت وزارة الدفاع السورية للانضمام إلى خلاياه المنتشرة في الأرياف، معتبرًا أن الشرع استغلهم لتحقيق مشروعه الشخصي.

وقال التنظيم: “كانت من ضمن الإملاءات الأمريكية على الجولاني (أحمد الشرع) التخلص من المقاتلين غير السوريين الذين قاتلوا إلى جانبه طويلاً.. وقد نصحناكم مرارًا لكنكم أعرضتم. الآن أنتم تدفعون الثمن، فلا تجعلوا أنفسكم ورقة يحرقها الجولاني كسبًا للرضا الدولي.”

ودعا التنظيم المقاتلين إلى “التوبة والعودة” والانضمام إلى “سرايا الدولة الإسلامية”، مؤكداً أن “الباب لا يزال مفتوحًا”.

انشقاقات داخل بنية الفصائل المتطرفة

وعلى خلفية هذه الدعوات، بدأت تظهر مؤشرات واضحة على انشقاقات داخل صفوف الفصائل المتطرفة، حيث تم تداول مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى مبايعة عدد من المقاتلين السوريين وغير السوريين لأبي حفصى الهاشمي القرشي، كأمير لهم.

وتشير التقارير إلى ظهور تنظيم داعش باسم جديد “القرشي”، يتبنى نهجًا أكثر تشددًا، ويقدم نفسه كبديل “نقي وغير مهادن” لما وصفه بـ”خيانة الجولاني” لمبادئ الجهاد.

ويواجه أحمد الشرع المعروف بالجولاني ضمن صفوف التنظيمات المتطرفة، تحديًا وجوديًا حقيقيًا، بسبب التوترات العقائدية المتزايدة بين الفصائل المسلحة، خاصة بين الموالين له بعد سيطرته على الحكم في سوريا والمجموعات الراديكالية غير السورية من العرب والشيشان والإيغور.

رد فعل الجيش السوري

في الوقت ذاته، أعلن الجيش السوري عن أول اشتباك مباشر مع التنظيم الجديد في أحياء حلب الشرقية، أسفر عن اعتقال عدد من العناصر ومقتل آخرين، إضافة إلى ضبط كميات كبيرة من الأحزمة الناسفة والمعدات العسكرية.

وكان وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، قد أعطى مهلة مدتها عشرة أيام لجميع الفصائل المسلحة للانضمام إلى صفوف الجيش النظامي، وإلا ستواجه “إجراءات لم يحددها”، في إشارة إلى احتمال شن عمليات عسكرية شاملة ضد المجموعات الخارجة عن القانون.

فيما تواردت أنباء عن شن الجيش السوري عملية عسكرية استهدفت مقاتلين أجانب وعرب دون تحديد جنسياتهم في محافظتي حماة وإدلب، أسفرت عن اعتقال عدد منهم، وذلك بعد يوم من رفع بعض العقوبات الأمريكية عن سوريا.

شاركها.
Exit mobile version