أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خطتها لتقليص عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين في سوريا إلى أقل من ألف جندي خلال الأشهر المقبلة، في خطوة تتماشى مع توجهات إدارة الرئيس دونالد ترامب لتقليل الوجود العسكري الأمريكي في الخارج.
وأوضح المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، في بيان رسمي، أن وزير الدفاع بيت هيغسيث أصدر تعليمات بإعادة تموضع القوات الأمريكية في مواقع محددة داخل سوريا، وذلك ضمن إطار “قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب”.
وأشار بارنيل إلى أن هذه الخطوة تأتي كجزء من عملية مدروسة قائمة على الظروف الميدانية، حيث سيتم خفض عدد القوات بشكل تدريجي.
استمرار الجهود ضد تنظيم “داعش”
وشدد البيان على أن تقليص القوات لن يؤثر على جهود مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، مؤكداً أن القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) ستواصل الضربات ضد التنظيم بالتعاون مع شركاء التحالف الدولي.
وقال بارنيل: “التهديد الإرهابي لا يقتصر على الشرق الأوسط فقط، وسنظل يقظين في جميع القارات لضمان عدم وجود ملاذ آمن لتنظيم داعش”.
انسحاب من نقاط عسكرية صغيرة
في سياق متصل، أكدت مصادر إعلامية، أن الجيش الأمريكي بدأ بالفعل سحب قواته من ثلاث نقاط عسكرية صغيرة شمال شرق سوريا، ونقلها إلى قواعد أكبر في المنطقة.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد نشرت تقريراً الخميس الماضي، استند إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، ذكرت فيه أن البنتاغون يعتزم إغلاق ثلاث من أصل ثماني قواعد عسكرية في شمال شرق سوريا، مما قد يؤدي إلى خفض عدد القوات من 2000 إلى حوالي 1400 جندي.
وبحسب التقرير، سيتم إعادة تقييم الوضع بعد مرور 60 يوماً لتحديد إمكانية إجراء تخفيضات إضافية.
من جهة أخرى، أفادت شبكة “إن بي سي” في وقت سابق من فبراير الماضي نقلاً عن مسؤولين في البنتاغون، أن الوزارة بدأت إعداد خطط لانسحاب كامل للقوات الأمريكية من سوريا خلال فترة تتراوح بين 30 و90 يوماً، تماشياً مع توجهات الرئيس دونالد ترامب الذي دعا مراراً إلى تقليص الالتزامات العسكرية الأمريكية في الخارج.
الانتشار الحالي للقوات الأمريكية
ويذكر أن القوات الأمريكية منتشرة حاليًا في 21 قاعدة ونقطة عسكرية في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور شرق نهر الفرات، بالإضافة إلى منطقة عين العرب في محافظة حلب.
وكان الوجود العسكري الأمريكي قد تم تعزيزه أواخر العام الماضي ليصل إلى حوالي 2000 جندي، بذريعة مواجهة التهديدات المستمرة من تنظيم “داعش” وهجمات الفصائل المسلحة ضد القواعد الأمريكية.
دعم شركاء التحالف
وعلى الرغم من تقليص الوجود العسكري، أكد البنتاغون استمرار التعاون مع “شركاء التحالف”، في إشارة إلى القوات المحلية التي تقاتل إلى جانب القوات الأمريكية. ومع ذلك، لم يتطرق البيان إلى دور تنظيم “واي بي جي/بي كي كي”، الذي يعتبر جزءاً أساسياً من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والتي تُعد الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في محاربة “داعش”.