اعلان

اصطبغت ساحة بلازا دي كالاو في قلب مدريد بلون العلم الأوروبي، بعدما اكتظت بالآلاف من المتظاهرين الذين ارتدوا الملابس الزرقاء ولوّحوا برايات الاتحاد الأوروبي، في مشهد رمزي يعكس دعمًا جماهيريًا واسعًا للمشروع الأوروبي.

وتحت شعار “من أجل أوروبا ديمقراطية واجتماعية”، أعرب المنظمون عن قلقهم العميق إزاء التحديات المتزايدة التي تواجه القارة، محذرين من أن “أوروبا لم تكن مهددة كما هي عليه اليوم منذ أكثر من ثمانين عامًا”.

شارك في الحدث عدد من الشخصيات البارزة من مختلف القطاعات الثقافية والسياسية والإعلامية، من بينهم الإعلاميان كارلوس فرانجانيلو ومارا توريس، اللذان تولّيا تقديم الفعاليات.

وأكد توريس في كلمته على الطابع الفريد للتجربة الأوروبية، واصفًا إياها بأنها “مشروع تكامل فيدرالي لا مثيل له في تاريخ الغرب الحديث”.

رسائل موحدة من أجل أوروبا أقوى

المتظاهرون حملوا لافتات وشعارات تعبّر عن تطلعاتهم، منها “+ الاتحاد الأوروبي!” و”الاتحاد الأوروبي: متحدون أو خاضعون”، و”الاتحاد = القوة”، في تأكيد على الحاجة إلى توحيد الصف الأوروبي في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والبيئية. ويأتي هذا التجمع في مدريد على غرار مسيرات مشابهة شهدتها مدن أوروبية أخرى، مثل روما التي شهدت في مارس/آذار الماضي تظاهرة شارك فيها نحو 50 ألف شخص مطالبةً بدور أوروبي أقوى.

وفي كلمة لها خلال الفعالية، قالت إستر لينش، الأمينة العامة للاتحاد الأوروبي للنقابات العمالية: “العمال يريدون أوروبا أكثر شجاعة، أوروبا تُعطي الأولوية للأجور العادلة، والوظائف الجيدة، ومستقبل كريم للجميع”. وأكدت على أهمية بناء أوروبا تضع الإنسان في قلب سياساتها.

من جانبه، شدد وزير التحول الرقمي والخدمة المدنية، أوسكار لوبيز، على أن أوروبا “تعني الديمقراطية، والدولة الاجتماعية، وسيادة القانون، وحقوق العمال، وحقوق المرأة”. وكان لوبيز مرفوقًا برييس ماروتو، المتحدث باسم الكتلة الاشتراكية في بلدية مدريد.

كذلك، أشار كارلوس مارتين، المنسق المشارك لحركة “سومار” وعضو البرلمان الإسباني، إلى أن “المزيد من أوروبا يعني دائمًا المزيد من التحسينات”، مسلطًا الضوء على قضايا مثل تقليص ساعات العمل وتطبيق نماذج أكثر توازنًا بين الحياة المهنية والشخصية.

اختُتم التجمع بأداء رمزي لنشيد “أنشودة الفرح” بصوت المغني الشهير ميغيل ريوس، وهو النشيد الرسمي للاتحاد الأوروبي، في لحظة مؤثرة جسّدت روح الفعالية وعمق الالتزام بالقيم الأوروبية.

ورغم الطابع الجامع للتظاهرة، كان غياب الحزب الشعبي الإسباني لافتًا. إذ اختار الحزب أن ينأى بنفسه عن الحدث، مُصدرًا بيانًا سياسيًا تناول فيه قضايا داخلية تتعلق بـ”التعتيم الإعلامي” المزعوم في إسبانيا، ورسائل واتساب نُسبت إلى رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، ونشرتها صحيفة “إل موندو”.

شاركها.
Exit mobile version