بيزنس الثلاثاء 10:14 م

بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

جمعت العاصمة الصينية بكين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى جانب الرئيس الصيني شي جينبينغ، في استعراض لتحالف خصوم واشنطن قبيل عرض عسكري ضخم مقرّر يوم غد الأربعاء 3 أيلول/سبتمبر بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية. كما عقد شي لقاءً ثنائيًا مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على هامش مشاركته قمة منظمة شنغهاي للتعاون.

بوتين: “العلاقة مع الصين في مستوى غير مسبوق”

خلال محادثاته مع شي في قاعة الشعب الكبرى ثم في مقر الإقامة الرئاسي، أكد بوتين أن العلاقات بين موسكو وبكين وصلت إلى مستوى غير مسبوق من القوة الاستراتيجية.

وقال إن ما يجمع البلدين “هو إرث الأخوة القتالية والثقة المتبادلة والتعاون في الدفاع عن المصالح المشتركة”، معتبرًا أن هذه القيم هي أساس الشراكة الشاملة بينهما اليوم.

وأضاف سيد الكرملين أن تضحيات الشعبين الروسي والصيني خلال الحرب العالمية الثانية شكّلت حجر الأساس لإنجازاتهما الراهنة والمستقبلية، مؤكدًا الاستعداد المشترك للدفاع عن “الحقيقة التاريخية والعدالة” في مواجهة ما وصفه بالتحريف الغربي للتاريخ.

وأعرب عن امتنانه لـ”مشاركة شي في احتفالات موسكو بالنصر على النازية”، معتبرًا أن وجوده اليوم في بكين يجسد “تكريمًا متبادلًا لذكرى الانتصار”.

من جهة أخرى، أكد بوتين خلال لقائه رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو في بكين أن أي تسوية للنزاع في أوكرانيا يجب ألا تكون على حساب أمن روسيا، مشددًا على أن من حق كييف حماية أمنها لكن دون المساس بمصالح موسكو.

شي: “روسيا والصين الفائزان الرئيسيان”

من جانبه، شدد الرئيس الصيني على أن روسيا والصين كانتا “الفائزين الرئيسيين” في الحرب العالمية الثانية، وأن مشاركتهما معًا في الفعاليات التذكارية أصبحت تقليدًا ثابتًا يرسّخ قوة العلاقات الثنائية.

وأكد شي أن هذه العلاقات صمدت أمام اختبارات التاريخ وأصبحت “نموذجًا للعلاقات بين الدول”، مضيفًا أن الصين مستعدة للعمل مع روسيا من أجل دعم تنمية الشعبين والدفاع عن العدالة الدولية، والمضي نحو بناء نظام عالمي أكثر عدالة وعقلانية.

عرض عسكري ضخم ورسائل إلى الغرب

اللقاءات تتوّج بعرض عسكري ضخم تستضيفه بكين الأربعاء في “يوم النصر”، حيث يتوقع أن يتصدر شي وبوتين وكيم المشهد على منصة واحدة. ويُنتظر أن يشمل العرض استعراض أسلحة متطورة مثل الصواريخ فرط الصوتية والطائرات المسيّرة، في خطوة يعتبرها مراقبون رسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة وحلفائها بأن الصين تطرح نفسها مركزًا لقوة دولية بديلة.

التحضيرات للعرض تخللتها إجراءات أمنية غير مسبوقة شلّت وسط بكين، مع فرض قيود مشددة على حركة المرور ونشر آلاف الجنود، فيما قدّرت سلطات تايوان أن تكلفته بلغت نحو خمسة مليارات دولار، أي ما يعادل 2% من الميزانية الدفاعية السنوية للصين.

حضور كوري شمالي وإيراني

المشهد اكتسب رمزية إضافية بوصول كيم جونغ أون إلى بكين على متن قطاره المصفح، في أول مشاركة له في عرض عسكري صيني منذ 66 عامًا. ويُنظر إلى ظهوره إلى جانب شي وبوتين على أنه محاولة لكسب دعم ضمني لبرنامجه النووي وتوسيع دائرة اتصالاته الدولية.

أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فقد التقى شي على هامش الفعاليات، حيث أكد الأخير احترام الصين “حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ودعم سيادتها”، في إشارة إلى تعميق الشراكة بين البلدين بمواجهة الضغوط الغربية.

قمة شنغهاي وانتقادات للغرب

اللقاءات في بكين جاءت بعد قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين، حيث دعا شي إلى “مواجهة عقلية الحرب الباردة وسياسات الترهيب”، بينما حمّل بوتين الغرب مسؤولية الحرب في أوكرانيا ودافع عن غزو بلاده لجارتها. كما وقّعت روسيا والصين اتفاقًا لزيادة إمدادات الغاز وإنشاء خط أنابيب جديد يضمن تدفقات طويلة الأمد إلى السوق الصينية.

بهذا التجمّع غير المسبوق، قدّمت بكين نفسها كحاضنة لتحالفات مناوئة لواشنطن، حيث التقت على منصتها روسيا الغارقة في حرب أوكرانيا، وكوريا الشمالية المعزولة دوليًا، وإيران الخاضعة لعقوبات غربية مشددة. وبينما يسعى شي إلى تكريس الصين كقوة قائدة في نظام عالمي متعدد الأقطاب.

شاركها.
Exit mobile version