بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع من المكتب البيضاوي: “أنا لست ديكتاتورًا، ولا أحب الديكتاتوريين”. لكن هذه التصريحات جاءت بعد أسابيع فقط من نشر قوات الحرس الوطني وعربات عسكرية في شوارع واشنطن، بحجة السيطرة على معدلات الجريمة، رغم غياب أي أدلة تدعم هذه الخطوة، بحسب ما أورده تقرير صحيفة “الغارديان”.

ويشير التقرير إلى أن تحركات ترامب الأخيرة تضمنت تهديد الجامعات بحرمانها من مليارات الدولارات، ومداهمة مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) لمنزل مستشاره السابق وناقده البارز جون بولتون.

كما فتحت لجنة الاتصالات الفدرالية، التي يرأسها مسؤول عيّنه ترامب، تحقيقات في جميع الشبكات الإعلامية الكبرى باستثناء “فوكس نيوز” المؤيدة له. كذلك رفع ترامب دعاوى ضد وسائل إعلام ناقدة، وأقال كبيرة الإحصائيين في وزارة العمل لأنها نشرت بيانات لم تعجبه. كما لوّح الرئيس بملاحقة شخصيات ديمقراطية قضائيًا، وطالب بفتح تحقيق مع الرئيس السابق باراك أوباما بتهمة “الخيانة”، بينما تقول تقارير إن عائلة ترامب حققت ملايين الدولارات من موقعه في السلطة. 

“الولايات المتحدة في طور السلطوية”

تقول كيم لين شيبيل، أستاذة علم الاجتماع في جامعة برينستون والمتخصصة في دراسة الأنظمة الاستبدادية في تصريحاتها لـ”الغارديان”: “كنت مترددة سابقًا في وصف الوضع بالديكتاتورية، لكن نشر الحرس الوطني واستخدام القوة لسحق أي مقاومة يعني أننا دخلنا فعليًا في مرحلة استبدادية”. وتضيف شيبيل أن ترامب، المدعوم من حزب جمهوري بدا مستعدًا لغض الطرف عن ممارساته، يهدد بإرسال قوات إلى مدن يديرها ديمقراطيون مثل شيكاغو ونيويورك وسان فرانسيسكو وبالتيمور، وهو ما يثير مخاوف واسعة من استخدام القوة العسكرية لقمع المعارضة. 

“استبداد استعراضي”

 من جهته، يرى ستيفن ليفيتسكي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد ومؤلف كتاب كيف تموت الديمقراطيات، أن ترامب يمتلك عقلية “ديكتاتور تقليدي” لكنه لم يصل بعد إلى مرحلة السيطرة الكاملة. ويقول لـ”الغارديان”: “الولايات المتحدة تنزلق نحو شكل من أشكال السلطوية، لكنه لم يتحول إلى نظام ديكتاتوري كامل بعد”.

ويضيف ليفيتسكي أن ما نشهده الآن هو “استبداد استعراضي”، يعكس وجود قاعدة جماهيرية تتقبّل مثل هذه السياسات، وهو أمر “مقلق للغاية” ولم يُشهد مثله في الديمقراطيات الغربية منذ ثلاثينيات القرن الماضي في أوروبا. 

مخاوف من توسع صلاحيات الطوارئ

يحذر التقرير من أن ترامب قد يلجأ إلى صلاحيات الطوارئ، التي استخدمها سابقًا في ملفات مثل الهجرة والرسوم الجمركية، لتجاوز الدستور والتأثير على العملية الانتخابية. ويرجح ليفيتسكي أن النتيجة الأكثر احتمالًا هي “سلطوية معتدلة”، حيث تبقى المعارضة قائمة وتشارك في الانتخابات، لكن سوء استخدام السلطة يصبح واسع النطاق ومنهجيًا، ما يميل بكفة اللعبة السياسية ضد خصومه ويقوّض أسس الديمقراطية. “في مثل هذا الوضع، لا يمكن القول إن النظام ديمقراطي بالكامل”، يخلص ليفيتسكي في حديثه لـ”الغارديان”.

شاركها.
Exit mobile version