بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

كشفت مجموعة بحثية متخصصة أن إيران شرعت في عمليات هدم وتنظيف سريعة بموقع مرتبط بأنشطة نووية في شمال طهران تعرض لغارات جوية إسرائيلية منتصف يونيو، في خطوة يُرجح أنها تهدف إلى إزالة أي أدلة محتملة على أنشطة مرتبطة بتطوير أسلحة نووية، وفق “رويترز”.

وقال معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث مستقل يرأسه المفتش الأممي السابق ديفيد أولبرايت، إن صور الأقمار الصناعية أظهرت “جهوداً كبيرة من جانب إيران لهدم المباني المتضررة أو المدمرة بسرعة، في محاولة على الأرجح لإزالة أي أنشطة بحث وتطوير قد تُدينها”.

إيران من جهتها تنفي السعي لامتلاك سلاح نووي وتؤكد أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية، فيما لم ترد بعثتها لدى الأمم المتحدة على طلب للتعليق.

ضغوط دولية متزايدة

يأتي هذا التقرير بينما يجري مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات في طهران لبحث استئناف عمليات التفتيش التي توقفت بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران (13 – 24 يونيو) والغارات الأميركية التي استهدفت في 22 يونيو ثلاثة من أبرز المنشآت النووية الإيرانية.

وبحسب مصادر دبلوماسية تستعد بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لإخطار مجلس الأمن الدولي رسميًا بأن إيران ارتكبت “انتهاكات كبيرة” للاتفاق النووي المبرم عام 2015، وستفعّل هذه الخطوة آلية “العودة التلقائية للعقوبات”، لتعيد بعد 30 يومًا العمل بمجموعة واسعة من الإجراءات، تشمل حظر توريد الأسلحة التقليدية، وتقييد إنتاج الصواريخ الباليستية، وتجميد الأصول، وحظر منح التأشيرات.

وبحسب  صحيفة “واشنطن بوست” يأتي هذا القرار بعد سنوات من التهديدات وشهور من مفاوضات متعثرة مع طهران. وكانت الدول الأوروبية الثلاث إلى جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين قد وقّعت الاتفاق النووي عام 2015، قبل أن ينسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى.

ووضعت الدول الأوروبية مهلة حتى نهاية أغسطس/آب لإحراز تقدم ملموس في المحادثات بين طهران وواشنطن حول مستقبل برنامجها النووي، بما في ذلك مصير نحو 900 رطل من اليورانيوم عالي التخصيب وتسهيل عودة مفتشي الوكالة الدولية إلى المواقع التي انسحبوا منها عقب القصف الأميركي.

وخلال زيارة إلى واشنطن، أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن إيران “ملزمة قانونياً” بالسماح باستئناف التفتيشات في أقرب وقت، مشدداً على أن الوكالة تريد زيارة جميع المواقع ذات الصلة، بما فيها منشآت فوردو ونطنز وأصفهان التي تعرضت للقصف الأميركي، إضافة إلى التحقق من مخزون إيران الذي يتجاوز 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب إلى مستوى قريب من درجة صنع السلاح.

موقع “موجده” تحت القصف

التقرير البحثي أوضح أن إسرائيل استهدفت موقع “موجدِه”، المعروف أيضاً باسم لافيسان 2 والمجاور لجامعة مالك الأشتر، مرتين في 18 يونيو ضمن حملة عسكرية واسعة استهدفت مئات المواقع داخل إيران.

وأشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية سبق وأن ربطت الموقع مباشرة بـ”خطة آماد”، وهو برنامج لتطوير الأسلحة النووية خلصت الوكالة والاستخبارات الأميركية إلى أنه توقف عام 2003.

الضربة الإسرائيلية الأولى أصابت عدة مبانٍ، بينها واحد تابع لمعهد الفيزياء التطبيقية وآخر يشتبه بارتباطه بـ”مجموعة الشهيد كريمي”، التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات لدورها في مشاريع الصواريخ والمتفجرات. وهذه المجموعة تتبع منظمة الابتكار والبحث الدفاعي التي تعتبرها واشنطن والوكالة الذرية الامتداد المباشر لـ”خطة آماد”.

أما الضربة الثانية فدمرت مبنى معهد الفيزياء التطبيقية وألحقت أضراراً بمبنى أمني، إضافة إلى تدمير ورشة عمل، وفق صور التقطتها شركة ماكسار تكنولوجيز في 20 يونيو. صور لاحقة أظهرت بدء عمليات التنظيف في 3 يوليو، بينما أوضحت صور بتاريخ 19 أغسطس أن المباني المدمرة أُزيلت بالكامل، بما فيها المبنى المشتبه باحتضان “مجموعة الشهيد كريمي”.

إزالة الأدلة؟

وخلص التقرير إلى أن “الإزالة السريعة للأنقاض وهدم المباني المهمة في الموقع تمثل على ما يبدو محاولة من إيران لتنظيف المنطقة ومنع أي عمليات تفتيش مستقبلية من العثور على أدلة مرتبطة ببرنامج تسلح نووي.

شاركها.
Exit mobile version