بيزنس الثلاثاء 11:38 م
اعلان

مؤخرًا، كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز دعمهما لفكرة إنشاء جيش أوروبي يضمن السلام في القارة.

وقال سانشيز: “لقد حان الوقت لإنشاء جيش أوروبي، قوات مسلحة أوروبية تضم قوات من جميع الدول الأعضاء الـ27، تعمل تحت علم واحد ولها نفس الأهداف”.

وتابع: “هذه هي الطريقة الوحيدة لكي نصبح اتحادًا حقيقيًا”.

على الصعيد النظري، لا يمكن تجاهل جاذبية الفكرة، التي لو طبقت، ستخدم عدة أهداف، من بينها زيادة الخبرة العسكرية للجنود، والتدريب على استعمال الأسلحة، بالإضافة إلى إنشاء هيكلية قيادية مشتركة يكون فيها التنسيق عاليًا.

العديد العسكري

تضم الدول الأوروبية، بما فيها بريطانيا، حاليًا 1.47 مليون فرد عسكري في الخدمة الفعلية. وبحلول نهاية عام 2024، وصلعديد القوات الروسية في أوكرانيا إلى 700,000 جندي.

من حيث القوة البشرية، تتصدر فرنسا القائمة، إذ تصل أعداد جنودها إلى 202,200 جندي، تليها ألمانيا بـ 179,850، ثم إيطاليا بـ 164,100، فالمملكة المتحدة (141,100) واليونان (132,000) وإسبانيا (122,200)، حسب التقرير العسكري لعام 2025، الذي نشره معهد IISS.

ورغم العديد العسكري، يقول ماكس بيرجمان، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، إن التحدي الذي تواجهه أوروبا على المدى القصير لا يتمثل في تغطية الفراغ الذي يخلّفه انسحاب الولايات المتحدة، بل تكمن الصعوبة في أن يكون التكتل جادًا في بناء قوة أوروبية مشتركة يمكنها القتال والعمل كقوة واحدة للدفاع عن البلاد – يمكنها أن تعوض غياب الولايات المتحدة”.

ورغم الدعم الظاهر للفكرة في السنوات الأخيرة، لا يزال المسؤولون في بروكسل مترددين في طرحها بشكل جاد.

في هذا السياق، قال أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي لـ “يورونيوز” إن تجدد النقاش حول إنشاء جيش أوروبي لن يؤدي إلا إلى خلق حالة من الارتباك.

وكان المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي قد أوضح سابقًا أن “الدفاع كان وسيظل حقًا وطنيًا”، لافتًا إلى أن “الأمر لا يتعلق بوجود “جيش أوروبي” بل بوجود 27 جيشًا قادرًا وقابلًا على التنسيق والعمل كجماعة بشكل جيد”.

حاليًا، يتركز النقاش على إشراك أوكرانيا في السوق الدفاعي الأوروبي، وكيفية تعزيز جاهزيتها للتصدي لعدوان روسي محتمل، إذ إن العديد من وكالات الاستخبارات الأوروبية ترجح أن تجدد موسكو هجماتها عليها في غضون خمس سنوات من الآن.

في المقابل، تشير مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إلى أن التجزئة في أوروبا تزيد من التكاليف وتعيق قابلية التشغيل البيني وتتسبب في مشاكل لوجستية.

وتمتلك القارة حاليًا 172 نوعًا مختلفًا من أنظمة الأسلحة الرئيسية والطائرات والمركبات والسفن القتالية في القارة، مقارنة بـ 32 نوعًا فقط في الولايات المتحدة.

وعن ذلك، قال رئيس وزراء إستونيا السابق: “نحن بحاجة إلى التكامل في الدفاع وقابلية التشغيل البيني على الأرض. نحن لسنا بحاجة إلى جيش أوروبي”.

في الوقت الحالي، تقع 23 دولة من أصل 27 دولة في الاتحاد الأوروبي تحت المظلة الأمنية للتحالف العسكري عبر الأطلسي.

اعلان

ومع تحويل الولايات المتحدة اهتمامها الاستراتيجي إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فإنها تحث حلفاءها على تحمل أعباء الدفاع في منطقة اليورو.

في هذا الصدد، يُتوقع أن يدعو حلف شمال الأطلسي (الناتو) أعضاءه الـ 32 إلى زيادة أهداف قدراتهم العسكرية بنسبة 30% خلال قمته السنوية في لاهاي بهولندا في يونيو.

ومن المرجح أيضًا أن يطلب الحلف من أعضائه زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي – أي ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي – وهو ما لا تزال بعض الدول الأوروبية، بما في ذلك بلجيكا وإيطاليا وإسبانيا، عاجزة عن تحقيقه.

وكانت عدة شخصيات رفيعة في التكتل، مثل كالاس وأندريوس كوبيليوس، مفوض الدفاع في الاتحاد، قد شددت على أن الاتحاد الأوروبي لا يسعى إلى منافسة حلف الناتو، بل إلى دعم أعضائه الأوروبيين في تحقيق الأهداف المشتركة.

اعلان

وقالت كالاس في أواخر يناير/كانون الثاني: “نحن بحاجة إلى دمج القوات الأوروبية للعمل بشكل جماعي وفعال لردع خصومنا والدفاع عن أوروبا – ويفضل أن يكون ذلك مع حلفائنا وشركائنا، ولكننا مستعدون للقيام به بمفردنا إذا لزم الأمر”.

وفقًا للتقديرات الأولية الصادرة عن مركز الأبحاث الاقتصادية “بروغل” في بروكسل، فإن الجيش الأوروبي سيحتاج إلى ما لا يقل عن 1400 دبابة، و2000 مركبة مشاة قتالية، و700 قطعة مدفعية، بالإضافة إلى مليون قذيفة عيار 155 ملم للأشهر الثلاثة الأولى من القتال المكثف ضد روسيا، لكي يصل إلى ما يناسبه ويتخلى عن الحاجة إلى واشنطن.

ومن حيث أعداد الجنود، ستحتاج أوروبا إلى 300,000 جندي إضافي. وسيتعين زيادة إنتاج الطائرات بدون طيار إلى 2000، لتجاري القوة الروسية.

إلى جانب ذلك، يتطلب الأمر زيادة الإنفاق الدفاعي ليصل إلى حوالي 250 مليار يورو سنويًا – أي ما يقرب من 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي – على المدى القصير.

اعلان

ويعلق الدكتور ألكسندر بوريلكوف، المؤلف المشارك في تحليل “بروغل”، ليورونيوز قائلًا: “يجب أن نحاول خلق تكافؤ عسكري بين أوروبا وروسيا، الأمر الذي من شأنه أن يحافظ على هذا الردع دون الحاجة بالضرورة إلى اللجوء إلى الردع النووي”.

شاركها.
Exit mobile version